بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، أول زيارة رسمية تاريخية له إلى تركيا منذ أنهت القوتين الإقليميتين سنوات من التوتر، وتأتي تلك الزيارة ردًا على كل المشككين في الدور الريادي المصري كلاعب محوري أساسي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لا يمكن الاستغناء عنه أو الاستهانة به ويعد فرضا للإرادة المصرية.
وناقش الرئيس السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقات الثنائية والحرب في غزة وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتوقيع أكثر من 12 اتفاقية تعاون لتعزيز العلاقة بين بلديهما، بما في ذلك في مجال الطاقة والدفاع والسياحة ومذكرة تفاهم لتطوير المنطقة الصناعة بالعاصمة الإدارية وتوطيد التعاون في مجالي الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المسال.
وبعد أن بدأت العلاقات بين البلدين في التحسن في عام 2020 عندما شنت أنقرة هجومًا دبلوماسيًا ساحرًا لتخفيف التوترات مع منافسيها الإقليميين المنفصلين بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، ولكن أعادت تركيا ومصر تعيين سفراء متبادلين، وأتي توجه أنقرة المعلن عنه بتزويد القاهرة بطائرات بدون طيار مريحًا بعض الشيء، وتأتي زيارة اليوم تأكيدًا على جدية أردوغان في إن الدولتين تريدان تعزيز التجارة السنوية بمقدار 5 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار في الأمد القريب.
وتعتبر تلك الزيارة تاريخية بكل المقاييس لما تتقاسم به القاهرة وأنقرة من قضايا مشتركة على رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع وخفض التصعيد في الشرق الأوسط.
تلك الزيارة التاريخية تعد محل أنظار العالم كله وتتويجًا للمصالحة وما يعزز التفاهم الاستراتيجي والعسكري بين الجانبين الكبيرين وخصوصًا بعد تحذير الرئيس المستمر من التداعيات الكارثية الناتجة من الحرب على غزة والناتج عنه التوتر بالبحر الأحمر وأزمات منطقة القرن الإفريقي وهي الأمور التي حدثت بالفعل وتسببت في حالة إقليمية من عدم الاستقرار تضرر منها الجميع.
تقارب مصر وتركيا قد يغير من لعبة شطرنج الشرق الأوسط في الأيام القادمة لما تتمتع به الدولتين من ثقل وتأثير دولي وإقليمي لا يستهان به وختاما الرئيس السيسي واثق الخطى يمشي ملكًا.