مقال عن أهمية الممتلكات العامة وكيفية الحفاظ عليها
التعبير سؤال أساسي في امتحانات اللغة العربية للمراحل الدراسية المختلفة، لذلك يجب على الطالب التدرب على كتابة مقالات متميزة حول العديد من القضايا الهامة، ومنها على سبيل المثال موضوع تعبير عن الممتلكات والمرافق العامة الذي يتضمن العديد من العناصر التي يمكن الحديث عنها، ونوضح نموذج استرشادي للطلاب فيما يلي.
عناصر موضوع تعبير عن الممتلكات والمرافق العامة
-
مقدمة عن أهمية الحديث عن الممتلكات والمرافق العامة
-
محاور رئيسية لمناقشة الموضوع (معنى الممتلكات العامة وأهمية الحفاظ عليها، المحافظة على الممتلكات العامة في الإسلام، النتائج الإيجابية للحفاظ على الممتلكات العامة، دور الأفراد والدولة في الحفاظ على الممتلكات العامة)
-
خاتمة الموضوع.
مقدمة تعبير عن الممتلكات والمرافق العامة
مما لا شك فيه أن الحديث عن الممتلكات والمرافق العامة أمر في غاية الأهمية خاصة في ظل غياب الوعي لدى الكثير من الأشخاص حول أهمية الحفاظ عليها، وما يترتب على ذلك من رؤية سلوكيات سلبية تؤدي إلى تخريب هذه الممتلكات وإتلافها بطرق مختلفة، رغم أن المحافظة عليها والعمل على تحسينها يعود بالنفع على الجميع بشكل مباشر وغير مباشر.
ما أهمية المرافق العامة؟
الوعي بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة ينبع أولًا من فهم معناها، فهى أشياء لا ينفرد بملكيتها شخص أو بعض الأشخاص ولا حتى الجهات المسؤولة بل هى ملك للجميع، وتشمل المؤسسات بأنواعها، الجسور، الطرق العامة، المساجد، الجامعات، المدارس، والمرافق العامة كشبكات الكهرباء والمياه والهاتف والصرف الصحي، والمراكز الخدمية كالمستشفيات وأقسام الشرطة والحدائق العامة والمتنزهات ووسائل المواصلات العامة، وغير ذلك.
طالما أن الممتلكات العامة ملك للجميع فمن حق كل شخص الانتفاع بها، وبالتالي الحفاظ عليها يضمن الحصول على خدمة متكاملة دون أي نقص فيها وعدم رؤية أي مناظر تؤذي العين بسبب تشويه مرفق أو حديقة عامة بإلقاء القمامة والنفايات فيها أو تكسير أي أغراض بها وغيرها من صور التخريب المختلفة.
تنبع أهمية المحافظة على الممتلكات العامة أيضًا من تعاليم ديننا الحنيف الذي جعل العبث بالممتلكات العامة والخاصة من المحرمات شرعًا والحفاظ عليها واجبًا دينيًا، لأن الإسلام يحثنا على البناء ويحرم كل أنواع التخريب والتشويه التي تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع ككل، والأدلة على ذلك كثيرة، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”
هناك الكثير من الآيات القرآنية الأخرى التي تؤكد أن الإسلام أتى بالعمار والإصلاح، قال تعالى: “وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويُهلك الحرث والنسل”، وفي هذه الآية الكريمة نهي عن الإفساد والتخريب في الأرض والنهي يقتضي التحريم، وإتلاف الممتلكات العامة من باب الإفساد والتخريب في الأرض فهو أمر محظور شرعًا.
السنة النبوية مليئة أيضًا بالأحاديث التي تحثنا على التعمير لا التخريب والإتلاف، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مُسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”، يشير الحديث إلى أهمية المحافظة على البيئة ككل، سواء مرافق عامة أو غيره، وعدم تعريضها للخراب ومن يسعى لإصلاحها ينال أجر عظيم.
بعد أن أوضحنا دور ديننا الحنيف في صيانة المرافق والممتلكات العامة، نؤكد أن المحافظة عليها والسعي نحو إصلاحها يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ككل، فعلى المستوى الفردي ينال الشخص أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، كما سبق أن بيَّنَّا، بالإضافة إلى أنه ينعم باستخدام تلك المرافق والممتلكات في أحسن صورة لها.
أما على المستوى المجتمعي فالمحافظة على الممتلكات العامة دليل على رقي المجتمع ومستوى ثقافته ومعرفته، فأي دولة يمكن أن تستدل على مدى ازدهارها ورقيها بالنظر إلى مستوى حفظ سكانها للمرافق العامة، في حين أن تخريبها يعطي انطباع أن المجتمع همجي فوضوي، فضلًا عن أن الحفاظ عليها يوفر للدولة ملايين الجنيهات التي تضطر لإنفاقها لإصلاح هذه المرافق بعد إتلافها، بالتالي يمكن استغلال هذه الأموال في إنشاء مرافق أخرى جديدة لتحسين الظروف المعيشية للمواطن.
طالما أن الممتلكات والمرافق العامة تعود بالنفع على الفرد والدولة على حد سواء، فالحفاظ عليها مسؤولية الجميع ولا يقتصر على فئة دون سواها، فالطالب في مدرسته أو جامعته يجب عليه أن يحافظ على الفصل أو قاعات المحاضرات نظيفة كما هى عن طريق الابتعاد عن السلوكيات السيئة كالكتابة على الحوائط والمقاعد أو تكسيرها أو إتلافها بأي صورة كانت، ويقول الشاعر:
في قلبي يا أخي شعر أقوال ونصائح فاسمع
وشعار المدرسة نظافتها وإليها قوتها ترجع
طبقها سلوكًا لا قولًا واجعلها أعمالًا تنفع
مدرستك بيتك لا تهمل لا تكسر شيئًا أو تخلع
يجب على كل شخص أيضًا أن يتحلى بالسلوكيات الحسنة عند زيارة المرافق العامة، مثل: ترك المكان نظيفًا بعد الاستخدام وعدم رمي النفايات على الأرض وتجنب الكتابة على الجدران والأسوار العامة وعدم تكسير حاويات القمامة أو أعمدة الإنارة أو نوافذ القطارات ووسائل النقل العام، الابتعاد عن أي سلوكيات أخرى من شأنها تشويه المنظر العام للمكان أو الإضرار به.
لا يمكن حصر دور الأفراد في الحفاظ على الممتلكات والمرافق العامة في تجنب تخريبها فقط، بل لا بد من تناوله من منظور أشمل من ذلك، بحيث يتضمن أيضًا السعي إلى إصلاحها وتحسينها للأفضل إذا أمكن، ويتحقق ذلك مثلًا بالرسم الجرافيتي على الجدران لتبدو أجمل أو التطوع مع أخرين لتنظيف شوارع المنطقة التي تقيم بها أو تشجيرها وغيرها من الجهود الفردية الأخرى، وهنا يحضرني قول أحد الشعراء:
النظافة من الإيمان فاحذر من عمل الشيطان
لا تؤذي الزرع ولا الحرث واعمل خيرًا يا إنسان
الحفاظ على الممتلكات العامة لا يقع على عاتق المواطن فقط بل الدولة كذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يجب على الجهات المعنية تعليم الأطفال والطلاب في المدارس أهمية الحفاظ على المرافق العامة عن طريق دمجها في المناهج الدراسية، مع ضرورة سن قوانين رادعة تُعاقب أي شخص يعبث بهذه المرافق، ووضع لافتات في الأماكن العامة تحث على ضرورة المحافظة على المكان، فضلًا عن أهمية الصيانة الدورية للمرافق المختلفة لاكتشاف أي أعطال فيها وإصلاحها على الفور، بث رسائل توعوية في وسائل الإعلام المختلفة.
خاتمة موضوع تعبير عن الممتلكات العامة
أخيرًا نؤكد أن المحافظة على الممتلكات والمرافق العامة دليل وعي بأهميتها وما تمثله في حياتنا وتعكس الصورة الحضارية للمواطن والمجتمع بأكمله، لذلك يجب أن يبادر كل شخص ليكون معول بناء لا معول هدم ولنبدأ بأنفسنا ومن حولنا انطلاقًا من تعاليم ديننا الحنيف ومن لبنة حب هذا الوطن.