اشتهرت بدورها المحوري في مقاطعة الركوب بحافلات إحدى المدن الأميركية التي تشترط الفصل العنصري، ولُقبت بالسيدة الأولى للحقوق المدنية وأم حركة الحرية من قبل الحكومة الأميركية.
ولدت عام 1913 بمدينة “توسكيجي” (Tuskegee) الأميركية وتوفيت عام 2005 بمدينة ديترويت. تنحدر من أصل إفريقي، انتقلت مع عائلتها في سن الـ11 عاماً من “توسكيجي” إلى مدينة “مونتغمري” (Montgomery) بولاية ألاباما، وحصلت عام 1932 على وظيفة في مصنع قمصان، ثم عادت للدراسة لتنال شهادتها الثانوية عام 1933 بدعم من زوجها “ريموند باركس” (Raymond Parks).
بعد إنهائها المدرسة الثانوية شاركت باركس بأنشطة في قضايا الحقوق المدنية من خلال الانضمام إلى “الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين” (The National Association for the Advancement of Colored People) عام 1943، وأصبحت سكرتيرة لرئيس الجمعية الناشط الحقوقي “إي. د. نيكسون” (E. D. Nixon)، واستمرت حتى عام 1957.
ساعدت باركس في بدء حركة الحقوق المدنية بالولايات المتحدة عندما رفضت التخلي عن مقعدها لرجل من ذوي البشرة البيضاء في حافلة مدينة مونتغمري، حيث كان يشترط قانون المدينة الفصل العنصري في جميع وسائل النقل العام، من خلال تخصيص الجزء الأمامي من الحافلة للمواطنين ذوي البشرة البيضاء، والمقاعد الخلفية للمواطنين ذوي البشرة السمراء، وكان سائقو الحافلات يتمتعون بصلاحيات ضباط شرطة المدينة لأغراض تنفيذ أحكام القانون.
بدأت قصتها بتاريخ 1 ديسمبر/كانون الأول 1955 عندما رفضت أمر سائق حافلة كانت تستقلها بإخلاء مقعد لصالح راكب من ذوي البشرة البيضاء، واعتقلت الشرطة باركس في مكان الحادث واتهمتها بانتهاك قانون المدينة، واقتيدت إلى مقر الشرطة، حيث أطلق سراحها في وقت لاحق من تلك الليلة بكفالة.
لم تكن باركس أول امرأة تعترض على قانون الفصل العنصري داخل وسائل النقل، إلا أن “الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين” وجدت الأمر فرصة لإنهاء الفصل العنصري، وبدأت الجمعية بقيادة رئيسها نيكسون بوضع الإعلانات في الصحف المحلية، وطباعة وتوزيع الكتيبات في أحياء الأميركيين من أصل إفريقي، مطالبة فيها الأفراد مقاطعة حافلات المدينة احتجاجاً على الحادثة، واستمرت المقاطعة لمدة 381 يوماً.
في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1956، قضت المحكمة العليا بأن الفصل في الحافلات غير دستوري، وانتهت المقاطعة في 20 ديسمبر، وأصبحت باركس تُلقب بـ”أم حركة الحقوق المدنية”، إلا أنها واجهت مضايقات وتهديدات مستمرة بعد ما حصل، فقررت مع زوجها ووالدتها الانتقال إلى ديترويت، وعملت هناك مساعدة إدارية في مكتب عضو الكونغرس الأميركي “جون كونيرز (John Conyer’s) عام 1965، وهو المنصب الذي شغلته حتى تقاعدها عام 1988، وكانت قد أسست عام 1987 “معهد روزا وريموند باركس للتنمية الذاتية” (The Rosa and Raymond Parks Institute for Self-Development) تكريماً لزوجها بعد وفاته، وبغرض تنمية الشباب وتعليمهم الحقوق المدنية.
أصبحت باركس رمزاً دولياً للنضال ومقاومة الفصل العنصري، وصنفتها مجلة “تايم” (TIME) على قائمتها لعام 1999 لأكثر 20 شخص صاحب تأثير بالقرن العشرين.
من الجوائز التي حصلت عليها روزا باركس:
- “جائزة مارتن لوثر كينغ جونيور” (The Martin Luther King Jr. Award) من “الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين” عام 1980.
- “وسام الحرية الرئاسي” (The Presidential Medal of Freedom) عام 1996.
- “ميدالية الكونغرس الذهبية” (The Congressional Gold Medal) عام 1999.
من الكتب التي ألفتها روزا باركس:
- “روزا باركس: قصتي” (Rosa Parks: My Story) عام 1992، وتقدم في الكتاب سيرتها الذاتية، وتتحدث فيه عن حركة الحقوق المدنية ودورها النشط فيها.
- “القوة الهادئة” (Quiet Strength) عام 1994، ويتضمن مذكراتها والمبادئ والقناعات التي اتبعتها خلال حياتها، ورسالتها من أجل الكفاح للعيش في وئام.
من أهم مقولات روزا باركس:
- يقول الناس دائماً أنني لم أتخلى عن مقعدي لأنني كنت متعبة، لكن هذا ليس صحيحاً. لم أكن متعبة جسدياً.. لا، أنا المتعب الوحيد الذي تعب من الاستسلام.
- تعلمت على مر السنين أنه عندما يتخذ المرء قراراً، فإنه يقلل من الخوف. معرفة ما يجب فعله يلغي الخوف.
- يجب على كل شخص أن يعيش حياته كنموذج للآخرين.