يُعد نظام الوقود في السيارات مسؤولاً عن إمداد المحرك بالطاقة المطلوبة لتشغيله على النحو الأمثل والأكثر اتساقاً بين وظائفه، وتتمثل اجزاء نظام الوقود في السيارة بكلٍ من خزان الوقود، ومضخة الوقود، والفلتر، والحاقن أو المكربن الذي يُدعى أحياناً باسم “الكاربوريتر” أيضاً، إلى جانب المزيد من المكونات والأجزاء الأخرى.
وتتعاون مكونات نظام الوقود في السيارة سويةً على تحقيق الغاية المتمثلة في توفير العزم للسيارة وفقاً للكفاءة المفترضة لها، وفي حال اختلال أيٍ من اجزاء دورة الوقود في السيارة فإن هذا ما سينعكس على أداء السيارة وفاعليتها بطبيعة الحال.
في هذا المقال؛ نستعرض اجزاء نظام الوقود في السيارة ونشرح أهم المعلومات والتفاصيل عن كلٍ منها بإيجازٍ وافٍ.
اجزاء نظام الوقود في السيارة
لا تختلف اجزاء نظام الوقود في سيارات البنزين بشكلٍ أساسي عن اجزاء نظام الوقود في سيارات الديزل، وإنما يكمن الفرق بين النظامين في ما يتعلق بنوع الوقود فحسب، كما تؤدي اجزاء دورة الوقود في محركات البنزين الغاية ذاتها الواقعة على عاتق اجزاء دورة الوقود في محركات الديزل.
في ما يلي نستعرض كلاً من مكونات نظام الوقود في السيارة ونشرح عنها بتفصيل موجزٍ يتضمن توضيح مهامها وتأثيراتها وموقعها والمزيد من أهم المعلومات عنها:
محاقن الوقود والمكربنات
يعتبر حاقن الوقود أو المكربن أو الكاربوريتر؛ بمثابة المحطة الأخيرة للوقود في محرك السيارة قبل دخوله إلى غرفة الاحتراق في محرك السيارة، وتتجلى الغاية منه بين اجزاء نظام الوقود في السيارة بكونه صمامٌ بتحكّمٍ كهربائي يفتح لفترة كافية من أجل توفير الكمية المثالية من الوقود اللازم لتشغيل المحرك، وبينما أصبح الحاقن أو المكربن على ما هو عليه في نحو أواخر ثمانينيات القرن الماضي؛ فلقد جرى مسبقاً استخدام المكربن أو “الكاربوريتر” الذي كان بمثابة حاقنات وقود ميكانيكية غير كهربائية، تخلط الوقود المبخّر مع القدر اللازم من الهواء، وتنتج قدراً مناسباً إلى حدٍ ما من الخليط القابل للاشتعال في غرفة احتراق محركات الاحتراق الداخلي، وبالوصول إلى وقتنا الحالي؛ فلقد غدت معظم السيارات الحديثة تستخدم حاقن الوقود الإلكتروني المتطوّر أو نظام “الانجكشن” الذي يتحكم بدقةٍ كبيرة في كمية الوقود اللازمة للاحتراق داخل المحرك وبمواعيد إمداد المحرك بها دون إخلال بالوقت أو الكمية مما يمكن أن يحسّن أداء السيارات ويقلل استهلاك الوقود فيها.
مضخه الوقود
تعمل مضخة الوقود في السيارة كعنصرٍ أساسي بين كلٍ من اجزاء نظام الوقود في سيارات البنزين وسيارات الديزل، وبغض النظر عن نوع الوقود؛ فإن هذه المضخة تكون مسؤولة عن سحب القدر المطلوب من خزان الوقود وضخه إلى الحاقن أو المكربن بواسطة خطوط الوقود في السيارة، ليقوم الحاقن أو المكربن بعد ذلك بغربلة الوقود ورش الكمية المثالية منه إلى غرفة الاحتراق في المحرك.
وتنقسم أنواع مضخة الوقود إلى فئتين أساسيتين هما مضخة الوقود الميكانيكية ومضخة الوقود الإلكترونية، وفيما تُستخدم المضخة الميكانيكية لضخ الوقود إلى المكربن أو “الكاربوريتر” الذي كان شائعاً وجوده واستخدامه في السيارات سابقاً، فإنها تُستخدم المضخات الإلكترونية من أجل تزويد الحواقن الإلكترونية أو البخاخات الحديثة “الانجكتور” بكمية الوقود المطلوبة والملائمة بشكلٍ مثالي.
صمام السحب
تتبدى وظيفة صمام السحب بين اجزاء نظام الوقود في السيارة بتحكّمه في كمية الهواء إلى الوقود وإنتاج الخليط المناسب منهما داخل غرفة الاحتراق في المحرك، ويمكن أن تتأثر النسبة المثالية لخليط الهواء والوقود في المحرك بما يتراكم من رواسب على صمامات السحب في السيارات، إذ قد تعلق أو تلتصق بعد الرواسب بالصمام مسببة عدم وصول الكمية الملائمة والمطلوبة من الخليط إلى المحرك عند الحاجة إليها.
ويمكن أن تساعد المواد المخصصة لتنظيف مكونات نظام الوقود في السيارة في الحؤول دون هذه التأثيرات وتفاديها للحفاظ على كفاءة المحرك أو استعادة أدائه المثالي.
فلتر الوقود
يؤدي فلتر أو مرشح الوقود مهمة ضرورية للغاية بين اجزاء دورة الوقود في السيارة، وهي التي تتجلى في ترشيح وتنقية الوقود من الملوّثات والرواسب التي قد تعلق به، وإيصال الوقود إلى الحاقن أو المكربن بهيئة نظيفة وصافية، وعادةً ما تستخدم السيارات مرشحين أو فلترين للوقود؛ أحدهما يقع داخل خزان الوقود والآخر في خط إمداد الوقود من المضخة إلى الحاقن أو المكربن، وفي حين يكون دور فلاتر أو مرشحات الوقود أكثر أهمية في سيارات الحقن أو “الانجكشن” منها في السيارات المكربنة “الكاربوريتر”، فإن انسدادها كفيل بالتأثير لدرجة كبيرة على كلا النوعين من السيارات عبر ضعف الأداء والحاجة إلى استهلاك قدر أكبر من الوقود، وبذل الجهد الأكبر لإيصال الوقود إلى المحرك، إلى جانب المزيد من التأثيرات السلبية على أداء السيارات جرّاء تلوث الوقود، مما يستدعي الانتباه لفلاتر أو مرشحات الوقود وتنظيفها أو استبدالها بين الحين الآخر للحفاظ على سلاسة وسلامة دورة نظام الوقود وأداء السيارات بشكلٍ عام.
المكبس أو البستم
المكبس أو Piston هو أحد اجزاء نظام الوقود في السيارة أيضاً ويتخذ من غرفة الاحتراق في المحرك مكاناً له على وجه التحديد، وهو عبارة عن جزء متحرك لأعلى وأسفل تقع مسؤوليته في تحويل الطاقة المنبعثة أثناء عملية الاحتراق إلى عمل ميكانيكي، كما يضطلع بحزمةٍ من المهام الأخرى كذلك والتي تتمثّل أهمها في تحديد الطاقة المتأتية من غرفة الاحتراق وتزويد السيارة بها، إلى جانب تبديد الحرارة المتولدة في غرفة الاحتراق وتأطيرها بما لا ينعكس سلباً على المحرك والسيارة، كما ينسّق حركة الوقود في المحرك، وغير ذلك من المهام والوظائف الأخرى.
غرفة الاحتراق
لعّل غرفة الاحتراق إحدى أهم اجزاء نظام الوقود في السيارة نظراً لدورها كمصنع وموردٍ لطاقة تشغيل السيارة بشكلٍ مباشر ورئيسي، إذ تجري فيها عمليات خلط الوقود مع الهواء والحرارة بالقدر المناسب والمثالي لإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل المحرك على النحو السليم والأمثل.
وتجدر الإشارة هنا إلى إمكانية تأثير الترسبات في غرفة الاحتراق على نقل الطاقة أو ضغط الوقود والحرارة والهواء، مما يتسبب في ضعف أداء السيارة أو الانفصالات المتكررة في عمل المحرك، كما يمكن أن تحدث بعض المشكلات الأخرى نتيجة لحدوث الاشتعال والضغط أو الطرق في غرفة الاحتراق قبل الأوان المواتي لها بسبب الحرارة الزائدة أو الفائضة عن الحاجة في بعض الأحيان.
كيف يعمل نظام الوقود في السيارات
كمخلص وافٍ عمّا ذكرناه سالفاً عن اجزاء نظام الوقود في السيارة وتعاونها سويةً لتحقيق الغاية المتمثلة في تزويد السيارات بالطاقة اللازمة لانطلاقها وسيرها؛ فإن خزان الوقود يكون مسؤولاً عن الاحتفاظ بالوقود في بيئة سليمة وملائمة، لتأتي مضخة الوقود وتقوم بدورها المتمثّل في تزويد المكربن “الكاربوريتر” أو الحاقن “الانجكتور” بالقدر المثالي اللازم من الوقود عبر خطوط الإمداد مروراً بمرشحات أو فلاتر الوقود التي تعمل على تنقية الوقود وتصفيته من الشوائب.
ولدى وصول الوقود إلى الحاقن أو المكربن؛ فإن المسؤولية تقع على الحاقن أو المكربن لإدخال القدر المناسب والمثالي من الوقود إلى غرفة الاحتراق، وفي الداخل تجري عمليات خلط الوقود مما يكافئه من نِسبٍ ملائمة من الحرارة والهواء يورّدهما صمام السحب، ليتم إشعال هذه العناصر معاً في غرفة الاحتراق عبر الضغط الهائل بغية إنتاج الطاقة التي ينقلها المكبس أو البستم من غرفة الاحتراق إلى المحرك مما يؤدي إلى انطلاق السيارة وسيرها بعزمٍ وسلامة كما هو مخططٌ لها.
أنواع أنظمة وقود السيارات
كما ذكرنا سابقاً؛ فإنها لا تختلف اجزاء نظام الوقود في سيارات البنزين عن اجزاء نظام الوقود في سيارات الديزل تحديداً، وإنما تختلف اجزاء نظام الوقود في السيارة بالمجمل وتنقسم إلى نوعين أساسين وهما نظام الإرجاع ونظام عدم الإرجاع، وفي ما يلي توضيحاً لطبيعة كلٍ منهما:
نظام الإرجاع
تتضمن مكونات نظام الوقود في السيارة الذي يكون من نوع الإرجاع، منظماً لضغط الوقود يوفّر ضغطاً للوقود بناءً على مقدار الفراغ الذي يتيحه نظام أو صمام السحب.
نظام عدم الإرجاع
يتسخدم نظام عدم الإرجاع آلية التحكم في مجموعة نقل الحركة PCM لتنظيم توصيل الوقود، وفي حين تتضمن اجزاء دورة الوقود في السيارة التي تعمل بنظام عدم الإرجاع؛ مستشعراً أو حساساً يكون مثبّتاً على خطوط إمداد الوقود للحاقن أو المكربن؛ فإن هذا المستشعر الإلكتروني يسمح لمجموعة نقل الحركة بمراقبة ضغط الوقود اعتماداً على مستشعر أو حساس ضغط الوقود في السيارة، مما يؤول إلى تعويض الانخفاض في أداء المحرك عن طريق ضخ المزيد من الوقود للمحرك بواسطة المضخة والمحاقن.
بهذا نكون قد سردنا لك في هذا المقال؛ اجزاء نظام الوقود في السيارة وقدّمنا لك معلومات وافية وشاملة عنها، بما يشمل توضيح أسمائها ووظائفها وكيفية عملها، إلى جانب شرح عملية تعاون هذه الأجزاء سوية لمد السيارات بالطاقة والعزم اللازم لانطلاقها وسيرها على النحو الأمثل.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من المقالات المهمّة والشيّقة عن عالم السيارات؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدونة دوبيزل للسيارات والبقاء على اطّلاع بكل جديد.
