تتداخل بعض الأطعمة والمشروبات أحيانًا مع الأدوية التي يتم تناولها الأمر الذي يؤثر على فعاليتها، ويحاول الإجابة عن تساؤل كيف تبطل مفعول الدواء لتجنب أي أطعمة يمكن أن تؤثر بالسلب على استفادة الجسم من الأدوية الموصوفة خاصة التي تُعالج مشاكل صحية بعينها.
هل اللبن يبطل مفعول الدواء
يمكن أن تتداخل منتجات الألبان مثل اللبن والزبادي والجبن مع بعض الأدوية، بما فيها المضادات الحيوية مثل: التتراسيكلين (tetracycline)، الدوكسيسيكلين (doxycycline)، والسيبروفلوكساسين (ciprofloxacin)
من الممكن أن ترتبط هذه المضادات الحيوية بالكالسيوم الموجود في اللبن وتشكل مادة غير قابلة للذوبان في المعدة والأمعاء الدقيقة العليا لا يستطيع الجسم امتصاصها، كما أن أخذ الكالسيوم بجرعات عالية مع تناول المضاد الحيوي في نفس الوقت يقلل من فعاليته.
لا يجب تناول اللبن أيضًا مع مكملات الحديد، لأنه يؤدي إلى ترسبه في الجسم ويقلل من فعاليته، لذلك يُنصح بعدم تناول الحليب إلا بعد ثلاث ساعات على الأقل من أخذ هذه المكملات كي يستفيد الجسم منهما. ضع في اعتبارك أن الأمر يختلف من دواء لأخر لذلك عليك استشارة الصيدلي أو الطبيب المعالج.
هل العسل يبطل مفعول الدواء
لا يؤكد دليل علمي مؤكد على أن العسل يؤثر على فعالية الأدوية، لكن من الأفضل تجنب تناوله مع بعض الأدوية لأنه يمكن أن يؤدي إلى حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل:
-
الأدوية المضادة للتخثر/ مضادات الصفيحات: يمكن أن يبطىء العسل من تخثر الدم لذلك تناوله مع الأدوية التي تعمل أيضًا على إبطاء التجلط قد يؤدي إلى زيادة فرص حدوث الكدمات والنزيف. من هذه الأدوية الأسبرين، الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل: فولتارين وكتافلام وغيرهما، إيبوبروفين (أدفيل، موترين)، نابروكسين (أنابروكس، نابروسين، وغيرهما)
-
دواء فنيتويين (Phenytoin) المستخدم لعلاج الصرع واضطراب نظم القلب: قد يؤدي تناول العسل معه إلى زيادة الآثار الجانبية للفنيتويين.
-
الأدوية التي يتم تغييرها بواسطة الكبد: يتم تغيير بعض الأدوية وتكسيرها بواسطة الكبد ومن الممكن أن يقلل العسل من سرعة تكسير الكبد لبعض الأدوية ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الآثار الجانبية لهذه الأدوية، لذلك قبل تناول العسل يجب استشارة الصيدلي أو الطبيب إذا كنت تتناول أي أدوية يتم تغييرها بواسطة الكبد. من أمثلة هذه الأدوية: حاصرات قنوات الكالسيوم (ديلتيازيم، نيكارديبين، فيراباميل)، مضادات الفطريات (كيتوكونازول، إيتراكونازول) وغيرهم.
هل الموز يبطل مفعول الدواء
يعتبر الموز مصدرًا غنيًا بالبوتاسيوم وعادة يكون خيارًا جيدًا لتقليل خطر الإصابة بالسرطان والسكتة الدماغية وأمراض القلب، ورغم ذلك فإن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والبرتقال والخضروات الورقية الخضراء يمكن أن يسبب مشكلة إذا كان الشخص يتناول بعض الأدوية، مثل: مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.
تساعد هذه الأدوية في خفض ضغط الدم، ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء فإن الأشخاص الذين يتناولون مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (لوتنسين، كابوتين، زيستريل) أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين مثل دواء كوزار (Cozaar) من الممكن أن يصابون بفرط بوتاسيوم الدم (ارتفاع مستويات البوتاسيوم) وخفقان القلب الخطير إذا تناولوا الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، ويزداد هذا الخطر لدى كبار السن الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى.
يحتوي الموز أيضًا على التيرامين (tyramine)، وهو حمض أميني موجود في فول الصويا وبعض أنواع الجبن، ويمكن أن يتفاعل هذا الحمض بشكل سلبي مع مثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين (نارديل/ Nardil، بارنات/ Parnate) وهى فئة من الأدوية توصف عادة لعلاج الاكتئاب، ويوصى بتناول نظام غذائي منخفض التيرامين عادة للأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية.
هل الماء يبطل مفعول الدواء
بشكل عام من الأفضل تناول معظم الأدوية بالماء إلا أنه لا يُنصح بتناولها بالماء البارد، لأن الأدوية يتم امتصاصها عبر أغشية معينة موجودة في المعدة والأمعاء ولكي يكون الامتصاص مثاليًا يجب أن تكون البيئة الداخلية صحيحة ويشمل ذلك درجة الحرارة داخل تجويف المعدة والأمعاء، لكن الماء البارد يبطىء من قدرة تذويب الأدوية ويخلق أيضًا درجات حرارة دون المستوى الأمثل لامتصاص هذه الأدوية.
عندما يتم تناول الأدوية بالماء البارد يميل الجسم إلى بذل المزيد من الطاقة لتسخين الماء البارد بدلًا من التركيز على معالجة الدواء الذي تناولته، يحدث نفس الشيء عند تناول الماء البارد مع الطعام فبدلًا من التركيز على الحصول على أفضل العناصر الغذائية من الطعام الذي يتم تناوله يتعين على الجسم أولًا أن يبذل طاقة لتسخين الماء البارد إلى درجة حرارة الجسم بدلًا من ذلك.
من المعروف أن قابلية الذوبان تزداد في درجات الحرارة الأكثر دفئًا وبما أن معظم الأدوية تحتوي على أملاح كمواد مالئة فمن المنطقي أنها ستذوب بشكل أسرع وتصبح فعالة في وقت أقرب عند تناولها بماء دافىء (ليس ساخن) أو عادي.
ضع في اعتبارك أن تناول الأدوية بدون كمية كافية من الماء قد يؤدي إلى منع الدواء من العمل بشكل صحيح أو يسبب آثار جانبية غير مرغوب فيها في بعض الحالات، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الأسبرين)، الإيبوبروفين، النابروكسين، يمكن أن يؤدي تناول هذه الأدوية بدون ماء كافي أو على معدة فارغة إلى زيادة فرص التعرض لتهيج المريء أو المعدة.
يمكن أيضًا أن يؤثر الحليب أو عصائر الفاكهة أو الطعام على امتصاص وعمل بعض الأدوية، لذلك يتم تناول معظمها بالماء العادي لكن هناك استثناءات، لذلك عليك قراءة التعليمات المكتوبة على الدواء بعناية أو استشارة الصيدلي.
مدة انتهاء مفعول الدواء
تعتمد المدة التي يستغرقها الدواء حتى يخرج من الجسم على نوع الدواء المستخدم وطريقة استخدامه، تتأثر المدة أيضًا بعدد المرات وكمية الدواء الذي يتم تناوله، بالإضافة إلى أن التمثيل الغذائي للدواء يختلف بين الناس، لأنه يمكن أن يكون مرتبطًا بتكوين الجسم والعمر والجنس والعوامل البيولوجية والجينية.
بشكل عام تستغرق الأدوية ما بين بضع ساعات وبضعة أيام لتغادر الجسم تمامًا. عادة سوف يستغرق الجسم وقتًا أطول لاستقلاب الدواء الذي يتم تناوله في شكل حبوب أو أقراص، يجب تكسير الأدوية التي يتم تناولها بهذه الطريقة عبر الجهاز الهضمي، لذلك يمكن أن تستغرق وقتًا أطول للوصول إلى مجرى الدم وبالتالي وقتًا أطول للخروج من الجسم.