تكثر الأقاويل المختلفة حول يوم عرفة وفضائله الواسعة، إلا أن هناك منها غير الصحيح الذي يتناقله الكثير من المسلمين دون دراية تامة بمدى صحته، لذا بدأ البعض يبحث عن صحة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال.
تداول العديد من المسلمين تلك المقولة على نطاق واسع، واعتقد البعض أن في يوم عرفة ترفع الأعمال إلى الله، ومن هنا خرجت مقولة أخرى تشير إلى أن أعمال البشر ترفع في مثل هذا اليوم ما عدا المتخاصمين.
صحة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال
تسائل الكثير من المواطنين عن صحة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال، إلا أنه لن يرد أي من الأحاديث أو النصوص الشرعية التي تحدد يوم عرفة وتخصه برفع الأعمال.
وتُرفع أعمال البشر إلى الله بشكل يومي حسبما ورد في الكثير من الأحاديث التي توضح تلك النقطة التي أثارت حالة من الجدل الواسعة خلال الفترة الماضية، حيث نرصد تلك الأحاديث التي تؤكد ذلك خلال النقاط التالية:
-من حديث أبي موسى الأشعري – – قال: «قام فينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بخمس كلمات، فقال: “إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يَخفِض القسط ويَرْفَعه، يُرفَع إليه عملُ الليل قبل النهار، وعملُ النهار قبل الليل».
قال النووي : «الْمَلائِكَة الْحَفَظَة يَصْعَدُونَ بِأَعْمَالِ اللَّيْل بَعْد اِنْقِضَائِهِ فِي أَوَّل النَّهَار، وَيَصْعَدُونَ بِأَعْمَالِ النَّهَار بَعْد اِنْقِضَائِهِ فِي أَوَّل اللَّيْل».
وعلى الجانب الآخر، أشارت بعض الأحاديث إلى أن الأعمال ترفع إلى الله في يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع.
وعن حديث أبي هريرة ، قال: قال رسول الله – «تُعرَض أعمال الناس في كلِّ جمعةٍ مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفَر لكل عبد مؤمن، إلا عبدًا بينه وبين أخيه شَحْنَاء، فيقال: اتركوا – أو ارْكُوا – هذين حتى يَفِيئا».
يوم عرفة ترفع فيه الأعمال إلا المتخاصمين
لا يرد حديث صحيح أو ضعيف ينص على أن يوم عرفة ترفع فيه الأعمال إلا المتخاصمين، وكذلك دعوى القول بأن يوم عرفة ترفع فيه الأعمال، فتلك المقولة عارية تمامًا من الصحة وليس لها أي دليل على صدقها.
يبتدع الكثير من المواطنين المحدثات والأقاويل ونسبها إلى السنة، ما ينتج عنه تشتيت الكثير من المسلمين، لذا عليك البحث وتحري الدقة في المعلومات التي يتم نشرها أولًا وخاصة المتعلقة بالسنة النبوية.
