أبصرت اول سيارة لاند روفر النور لأول مرة في العام 1948 لدى عرضها في معرض أمستردام للسيارات لتلاقي إعجاباً استثنائياً منقطع النظير بها وليكون ذلك السطر الأول في قصة سيارات لاند روفر الفريدة، ولقد انطلقت سيارات لاند روفر البريطانية إلى العالم أجمع بعد ذلك في رحلة محفوفة بالتميّز والنجاحات، وتِبعاً لطبيعة لاند روفر بوصفها سيارة ذات نظام دفعٍ رباعي أو فورويل بكفاءة عالية في السير على الطرق الصحراوية، وما لها من قدراتٍ مذهلة في اجتياز التضاريس الوعرة؛ فلقد استهلت انطلاقتها للعالم بمنطقة الشرق الأوسط بما فيها الإمارات العربية المتحدة، لتكون المنطقة هي الوجهة الأولى لتصدير لاند روفر من المملكة المتحدة إلى العالم.
في هذا المقال؛ نسير بخطٍ زمني في تتبع تاريخ سيارات لاند روفر لنضيء بذلك على أوهج محطاتها ونستعرض أبرز ما فيها من أحداث فارقة بدءاً من انطلاقتها الأولى وصولاً إلى ما هي عليه اليوم من تألق وشُهرة مدوّية وما تسعى إلى إحرازه من نجاحاتٍ في المستقبل.
سيارات لاند روفر عبر التاريخ
التأسيس وأول الغيث (1948 – 1966)
الجودة العالية، والمتانة الرصينة، والراحة الوفيرة، والتصميم الأنيق والفاخر، والأداء المتفوق؛ كانت لبنات الأساس في صناعة وإنتاج سيارات لاند روفر القديمة منذ انطلاقها في العام 1948 وما زال الحال على ذلك إلى يومنا الحاضر، وفي حين أن الشركة الأم للسيارة المعروفة باسم روفر، كانت قائمة منذ العام 1885، وناشطةً في قطاع تصنيع وإنتاج الدراجات الهوائية، فلقد اتجهت شيئاً فشيئاً إلى تصنيع وإنتاج السيارات لتبدأ رحلتها هذه من إنتاج لاند روفر في 1948، ويتوالى إنتاج أصناف واجيال سيارات لاند روفر وفئاتها المختلفة بعد ذلك بما يحافظ على النهج المتميز والألق الفريد من نوعه في عناصر ومواصفات سيارات لاند روفر الرائعة، وبالوصول إلى العام 1967 كانت روفر قد أصدرت نحو نصف مليون نسخة من موديلات سيارات لاند روفر قبل أن تأتي شركة ليلاند موتورز لتستحوذ على العلامة التجارية لسيارات لاند روفر وتضفي عليها مزيداً من النجاح والتطوير.
لاند روفر تحت مظلة ليلاند موتورز (1967 – 1977)
أصبحت سيارات لاند روفر جزءاً من خطوط إنتاج من شركة ليلاند موتورز التي استحوذت على علاماتٍ تجاريةٍ أخرى شهيرة في ذلك الوقت أيضاً بما فيها سيارات تريومف، وبعد فترة وجيزة من هذا الاستحواذ، جرى دمج شركة ليلاند موتورز مع شركة بريتيش موتور كوربوريشن، لتصبحان شركةً واحدةً باسم بريتيش ليلاند موتورز، وذلك ما أكسب لاند روفر تعزيزاً أكبر وأسهم في ترصيع إنتاج سيارات لاند روفر بخطوط إنتاج أخرى قوية أيضاً مثل كلٍ من سيارات جاغوار، وموريس، وأستون مارتن، وتريومف، وغيرها، ولعل أنضج ثمار هذا الاستحواذ وهذا التعاون، هو الذي تمثّل في إنتاج الشركة سلسلة رينج روفر لأول مرة لتنضم إلى فئات سيارات لاند روفر الرائدة.
استقلال لاند روفر (1978 إلى 1988)
لم تكن موديلات سيارات لاند روفر تحمل اسم وشعار لاند روفر بشكلٍ رسمي طوال السنوات الماضية لإنتاجها، إلا أنه وفي ضوء ما حققته من نجاحٍ مُطّرد خلال السنوات السابقة، وتزامناً مع أزمات داخلة في شركة برتيش ليلاند موتورز؛ فلقد ارتأت الشركة في العام 1978 تصيير لاند روفر لشركة مستقلة تحمل سياراتها اسمها وشعارها، كما حظيت الشركة المستقلة بدعمٍ حكومي ضاعف من إنتاجها وساعدها على تبني التقنيات المتقدمة التي تجلت في إطلاق سلسلة لاند طرازات جديدة مزوّدة بمحرك V8 لأول مرة في تاريخ سيارات لاند روفر، كما تبدّت فئات سيارات لاند روفر الجديدة آنذاك بكُلٍ من سلسلة لاند روفر ون تن وسلسلة لاند روفر ناينتي، ولقد بقيت سيارات لاند روفر على هذه الحال التي تصدر فيها باسمها وشعارها إلى يومنا الحاضر، فيما لم تخرج تماماً من عباءة هيمنة ومُلكية الشركات الأخرى عليها، ففي العام 1988 وفي خضم تفكك شركة بريتش ليلاند وخصخصتها؛ آلت ملكية العلامة التجارية لاند روفر لشركة بريتيش أيروسبيس التي ركّزت بدورها على التطور التقني وإضافة عناصر التكنولوجيا المتطورة في سيارات لاند روفر بنهجٍ مواكب وسبّاق.
النهضة التقنية في سيارات لاند روفر (1985 – 1993)
تبنّت لاند روفر التركيز على إدراج أحدث التقنيات المتقدمة في سياراتها خلال ثمانينات القرن الماضي كما ذكرنا سابقاً، وحرصت شركة برتيش أيروسبيس على تعزيز هذا النهج حينما استحوذت على لاند روفر في العام 1988 أيضاً، الأمر الذي أحدث قفزة في التقدم التقني لسيارات لاند روفر وأسهم في تطوير أدائها بكفاءة وفاعلية عالية واستثنائية آنذاك، ولعل أبرز أوجه هذا التطور هي التي نصعت في تحسين علبة التروس الأوتوماتيكية، وإدراج نظام ناقل الحركة الأوتوماتيكي الجديد رباعي السرعات في فئات مختلفة من موديلات سيارات لاند روفر، كذلك فلقد تم استخدام محرك الحقن المباشر الجديد آنذاك بسعة 2.4 لتر ومحرك TDi 200 الذي أطلقته لاند روفر ليكون قادراً على كسر أرقامٍ قياسية في السرعة والتحمل، كما شملت التقنيات المتطورة أفضل ميّزات وأنظمة السلامة مثل الوسائد الهوائية للسائقين والركاب، وغيرها من الميّزات الأخرى، إلى جانب نظام التعليق الهوائي المتقدم، ونظام التحكم الإلكتروني في الجر، وما إلى هنالك من الأنظمة التقنية المتقدمة والكفؤة آنذاك.
سيارات لاند روفر من بي ام دبليو (1994 – 2000)
شهدت قصة سيارات لاند روفر فصلاً جديداً منذ مطلع العام 1994، حينما استحوذت شركة بي ام دبليو الألمانية على خطوط إنتاج لاند روفر، الأمر الذي أسهم في تعزيز تصنيع وإنتاج موديلات سيارات لاند روفر حتى وصلت إلى أعلى قدرٍ من الإنتاج السنوي، ولقد احتفلت لاند روفر بالذكرى الخمسين لتأسيسها في العام 1998 حينما كانت في ظل شركة بي ام دبليو، وجرى إطلاق العديد طرازات لاند روفر الخاصة بهذه المناسبة، كما كشفت بي ام دبليو عن الجيل الأول من اجيال سيارات لاند روفر فريلاندر في العام 1997، كما قدّمت الجيل الثاني من رينج روفر، وعملت على تطوير الجزء الأكبر من جيل رينج روفر الثالث.
لاند روفر في كنف فورد (2000 – 2008)
بحلول الألفية الثانية وبالتحديد العام 2000؛ باعت بي ام دبليو خطوط إنتاج لاند روفر لشركة فورد الأمريكية، التي وضعت بصمة خاصة وراسخة في تاريخ سيارات لاند روفر عبر تقديمها أول سيارة ذات هيكل أحادي ونظام تعليقٍ مستقل، كما ضمت فئات سيارات لاند روفر في عهد فورد كلاً من طراز رينج روفر سبورت الشهير، والجيل الثالث من رينج روفر، وكذلك الجيل الثالث من اجيال سيارات لاند روفر ديسكفري، واستبدلت فورد محرك V8 في سيارات لاند روفر بمحرك MK الخاص من فورد كذلك، وفي ذروة الأزمة المالية العالمية في العام 2008؛ لم تعد فورد قادرة على تحمل نفقات لاند روفر وما سواها من العلامات التجارية التابعة لفورد آنذاك بما فيها سيارات جاكوار أيضاً، إذ كادت فورد أن تنهار تماماً مع ضراوة الأزمة، فاتجهت في ذلك الحين إلى بيع كلٍ من العلامات التجارية لسيارات لاند روفر وجاكوار، لتحظى شركة تاتا الهندية بالفوز في العطاء والاستحواذ على العلامتين التجاريتين بالكامل.
لاند روفر من غرب العالم إلى شرقه (2008 إلى اليوم)
نجت لاند روفر من وطأة الأزمة المالية العالمية في العام 2008 حينما أمسكت بيد العون الشرقية التي نقلت ملكيتها من شركة فورد الأمريكية لشركة تاتا الهندية، ولم تدخر شركة تاتا جهداً إلا وسخرته لتحافظ على إنتاج سيارات لاند روفر على أعلى مستوىً من الفخامة والكفاءة المعهودة، بل وتجاوزت تاتا ذلك لتضيف تطويرات جوهرية على طرازات لاند روفر، ولعل أبرز هذه التطويرات والتحديثات ما تمثّل بإطلاق موديلات سيارات لاند روفر تعمل بمحركات ديزل، وأخرى بمحركات بنزين هجينة تعمل بالكهرباء، كما أضافت العديد من الميّزات التقنية المتقدمة التي عزّزت من كفاءة السيارة لدى القيادة على الطرق الوعرة، ومن الأداء العام للسيارة على الطرق العادية أيضاً.
كذلك فلقد ضمت فئات سيارات لاند روفر في عهد تاتا كلاً من طراز ايفوك وطراز فيلار الذين اشتملا على العديد من الميّزات المذهلة، ولقيا استحساناً وإقبالاً من عشاق لاند روفر وجمهور قطاع السيارات في العالم.
وتجدر الإشارة هنا إلى تأسيس تاتا لشركة جاكور لاند روفر المستقلة استقلالها جزئياً عن الشركة الأم تاتا، وذلك منذ استحواذها على العلامتين التجاريتين في العام 2008، وتمارس شركة جاكوار لاند روفر أو JLR اختصاراً، أعمالها ونشاطها الإنتاجي من داخل المملكة المتحدة حيث توجد مقراتها ومصانعها هناك.
حاضر سيارات لاند روفر
تحافظ لاند روفر اليوم على مكانتها المتميزة في قطاع السيارات في العالم وما يحمله شعارها ” الأسمى وما بعده – Above & Beyond” من معانٍ عميقة ودقيقة في عالم السيارات، إذ استطاعت العلامة التجارية أن تظل محط وملفت أنظار على مدار تاريخها، كما استطاعت التغلب على العديد من الأحداث والمحطات الفارقة والمفصلية واجتيازها بسلاسة كما تجتاز سيارات لاند روفر الطرق الوعرة والصحراوية، وبينما كانت تخرج من الأزمات والصعوبات كما تخرج الشعرة من العجينة في كل مرة؛ فلقد كانت تنتقل إلى آفاق أرحب وأكثر نمواً، وتغرس نفسها في وسطٍ من التقدم والتطور لتحقيق مزيدٍ من النجاح عبر ما تقدمه من ملامح وسمات ومواصفاتٍ وميّزات، وما تلقاه من تحديثات مدهشة تصب بمجملها في إناء تعزيز عناصر الفخامة والأناقة المذهلة والجذّابة، والراحة الوفيرة، والأداء المتفوق، والتقنيات الباهرة.
مستقبل سيارات لاند روفر
وفي حين تشمل فئات سيارات لاند روفر اليوم أصنافاً متنوعة بما فيها فئات السيارات الكهربائية والسيارات الكهربائية الهجينة أو القابلة للشحن Plug-In من لاند روفر بغية تقليل انبعاثات الكربون والإسهام في المحافظة على البيئة، فإن لاند روفر ما تزال تحث الخطى على قدمٍ وساق نحو مواكبة أفضل التقنيات الحديثة والتصاميم العصرية والميزات الاستثنائية بما في ذلك إدراج خصائص أغطية المحرك الشفافة، والمصابيح الأمامية لمسح واكتشاف التضاريس بالليزر، وأنظمة التحكم عن بُعض، وغيرها الكثير من الخصائص والميّزات التي جرى إدراجها بالفعل أو يجري العمل بسعيٍ دؤوب لتنفيذها وإدراجها في سيارات لاند روفر في المستقبل القريب بما في ذلك ما تُعرف بأنظمة “واجهة المستخدم بين الإنسان والآلة”، أو “Human-Machine Interface” وهي التي تتيح تفاعلاً أكبر وبطريقة طبيعية أكثر بين السائقين والركّاب من جهة والسيارات من جهة أخرى، بحيث تتفهم السيارات احتياجات السائقين والركّاب وتلبيها لهم باستجابة وفاعلية أسرع وأكثر كفاءةً وذلك عبر تمرير الإيماءات وتقنيات التعرف على الكلام عن طريق الشاشات والأزرار التي تعمل باللمس داخل السيارة، وغيرها من وحدات التحكم التقنية الأخرى أيضاً.
كذلك فتشرع شركة جاكوار لاند روفر اليوم في البدء بخطة مستقبلية تستهدف تقديم 3 فئات فقط من لاند روفر بدلاً سبعة، وتتمثل هذه الفئات بكلٍ من رينج روفر وديسكفري وديفيندر، كما تستهدف الخطة إصدار خيار كهربائي من موديلات سيارات لاند روفر كافةً بحلول العام 2030، على أن يجري العمل نحو تحويل سيارات لاند روفر كافة إلى سيارات كهربائية بالكامل دون استخدام العادم بحلول العام 2036، وذلك دون التأثير على المستوى العام لسيارات لاند روفر، بل بخلاف ذلك فإن الخطة تهدف إلى رفع كفاءة سيارات لاند روفر إلى مستويات أعلى ومراتب أفضل وأكثر تطوراً وقدرة وكفاءة وفاعلية وجاذبية ورُقياً أيضاً.
بهذا نكون قد سردنا لك في هذا المقال؛ قصة سيارات لاند روفر بما فيها من فصول شيّقة ومفصلية وبما يشمل استعراض بعضاً من اجيال سيارات لاند روفر، كما أوضحنا بعض التفاصيل الفارقة في تاريخ سيارات لاند روفر بإيجازٍ وافٍ، وإليك المقال التالي إذا كنت تود التعرّف إلى تطبيق لاند روفر أرضي للقيادة الصحراوية.
يمكنك الاطّلاع على قوائم دوبيزل الإعلانية إذا كنت ترغب بشراء أيٍ من سيارات لاند روفر مستعملة للبيع في الإمارات أو زيارة أي من معارض وكالة لاند روفر في الإمارات واستعراض أحدث موديلات سيارات لاند روفر هناك أيضاً، أما إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من المقالات المهمّة والرائعة عن عالم السيارات؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدونة دوبيزل للسيارات والبقاء على اطّلاع بكلِ جديدٍ أولاً بأول.