تخطى إلى المحتوى

تاريخ سيارات بنتلي وصعودها سلم المجد

بإصرار جامحٍ نحو النجاح والقمة، وعزيمةٍ ملؤها الشغف وقوامها الفكرة؛ شقت بنتلي طريق مسيرتها في العام 1919، لتُشرع بذلك آفاقاً من الفخامة والإبداع والقُدرة على مدى سنواتٍ طوالٍ حتى يومنا الحالي الذي غدت توسم فيه بالفرادة، والتفوق، والجمال، والبهجة. رافق وصول بنتلي لما وصلت إليه اليوم العديد من الأحداث الفارقة واللافتة التي لا بُد من الوقوف عليها وتفقدها في السير على خطى تاريخ سيارات بنتلي ومسيرتها. 

في هذا المقال؛ نسرد أبرز وأهم حقائق والوقائع اللافتة والشيّقة في تاريخ شركة بنتلي وعلامتها التجارية، وذلك بإيجازٍ وافٍ يلخص هذه الأحداث.

تاريخ سيارات بنتلي

يمتد تاريخ سيارات بنتلي لأكثر من 100 عام ويتضمن العديد من الأحداث المهمّة التي ندرج أبرزها تالياً بما تشتمل عليه من معلومات وحقائق عن شركة بنتلي: 

من رحم المعركة إلى مهد النشأة (1914 – 1919) 

منذ سنٍ مبكّرٍ؛ رافق شغف صناعة السيارات والبحث والتعلم والتطور في هذا المجال؛ الشاب والتر أوين بنتلي الذي وُلد في العام 1888 ليجد نفسه نقيباً في القوات الجوية البحرية الملكية للمملكة المتحدة مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في العام 1914، ولقد تمكّن بنتلي من تسخير شغفه الإبداعي ومهاراته الذهنية لخدمة بلاده بإسهامٍ وفاعلية كبيرة ومؤثرة أثناء خوضها للمعركة، إذ طوّر على الطائرات البريطانية المقاتلة وأدرج فيها خصائص فارقة إيجاباً، بما في ذلك إدراج أول محرك بنتلي روتاري BR.1 لطائرة “سوبويذ كاميل – Sopwith Camel” التي أصبحت بذلك أنجح مقاتلة بريطانية في الحرب.

ولقد توالت إسهامات بنتلي في تطوير كفاءة الطائرات البريطانية أثناء المعركة حتى وضعت أوزارها في العام 1918، وتكريماً لجهود والتر أوين بنتلي وإسهاماته المُجدية خلال الحرب؛ فلقد حظي بوسام MBE الذي يُعد أرفع وسام في المملكة المتحدة آنذاك، كما حصل على 8,000 جنيه استرليني من لجنة جوائز المخترعين؛ الأمر الذي وفّر له رأس المال الذي يحتاجه لتحقيق حلمه وإنشاء شركة السيارات الخاصة به. 

وبالفعل؛ فلقد أبصرت شركة بنتلي موتورز النور في 10 يوليو 1919 ليُكتب بذلك السطر الأول من تاريخ سيارات بنتلي وهو الذي عبّرت عنه الشركة في ذلك الحين بالكلمات التالية: ” نصنع سيارة سريعة، سيارة جيدة، تكون الأفضل ضمن فئتها”.

أول سيارة بنتلي
 أبصرت شركة بنتلي موتورز النور في 1919 ليُكتب بذلك السطر الأول من تاريخ سيارات بنتلي

من رؤية النور إلى أفق النجاحات (1919 – 1930)

بعد سنوات من العمل والتخطيط والتطوير المتواصل؛ أينعت أولى ثمار هذا العمل في العام 1921 مُتبدّية بسيارة بنتلي 3 لتر التي كانت اول سيارة بنتلي على الإطلاق، وكانت تحفل بعديدٍ من الخصائص والمميزات المتطورة والمبتكرة آنذاك، مما ساعدها أن تُلقي بثقلٍ كبير في منافستها لسوق السيارات، ولقد احتوت السيارة على مكربن مزدوج ورؤوس أسطوانات وشمعات احتراق مزدوجة مما يجعلها مثالية للتنقل بسرعة عالية على الطريق، كما ساد توصيف اول سيارة بنتلي آنذاك بكونها سيارة سباق حقيقة ومتفوقة من الناحية العملية، وسيارة طريق كلاسيكية من الناحية الظاهرية، وهي الهوية التي ما تزال تتسم بها بنتلي هي اليوم. 

اقرأ:  أهم المعلومات عن زيت باور الستيرينج في السيارات

توالت اجيال سيارة بنتلي ذات المحركات القوية والتقنات المتفوقة والمتقدمة في وقتٍ مُبكّرٍ نسبياً بعد إطلاق طراز 3 لتر أو Liter 3، إذ أصدرت بنتلي طراز Big Six الذي تميّز باشتماله على محرك 6 سلندر في العام 1926، كما جرى التطوير على هذا الطراز لاحقاً ليظهر باسم Speed Six في العام 1928، تزامناً مع ابتكار الشركة محركاً بأربعة اسطوانات وبسعة 4 لتر، كما قدّمت بنتلي محركاً ذو 6 اسطوانات بسعة 8 لتر في سياراتها بحلول العام 1930.

وبينما كان الهدف من هذه السيارات أن تكون سيارات طرق كلاسيكية تُجسّد شعار الشركة نحو صنع سيارة سريعة وجيدة، تكون الأفضل ضمن فئتها؛ فإنها تميّزت بالقوة الفريدة والقدرة الاستثنائية والسرعات العالية التي مكّنتها من التفوق على الطرق العادية ومسارات السباق على حدٍ سواء.

السباق نحو النجاح والمجد (1923 – 1930) 

عارض مؤسس بنتلي “والتر أوين” في بادئ الأمر فكرة المشاركة في سباقات السيارات وعلى وجه التحديد سباق “لومان – 24 ساعة” الذي كان أول وأشهر سباقٍ للسيارات في تلك الفترة، وقال أنه يعتقد أن الأمر بمثابة الجنون حينما عرض عليه الخبراء من فريقه فكرة المشاركة، مبرراً ذلك بأن طرازات سيارة بنتلي ليست مصممة لتحمل هذا النوع من الضغط لمدة 24 ساعة، إلا أن المفارقة اللافتة تمثّلت بإحراز سيارة بنتلي المركز الرابع في السباق حينما شاركت فيه للمرة الأولى في العام 1923 بعد أن أفلح الخبراء في فريق بنتلي من إقناع المؤسس بالمشاركة، لتعود سيارات بنتلي وتجلب المركز الأول للسباق في العام التالي 1924، مما أكسب بنتلي تمويلاً مالياً من رجل الأعمال وولف بارناتو، الأمر الذي أنقذ الشركة من الإغلاق تِبعاً لأزماتها المالية آنذاك.

ولقد تعاقبت انتصارات موديلات سيارة بنتلي في لومان – 24 ساعة بعد ذلك لتظفر بالمركز الأول في السباق للأعوام 1927، و1928، و1929، و1930، ناهيك عن مراكز الفوز الأخرى المتقدمة التي كانت تحققها في المنافسة طوال هذه السنوات عدا عن المركز الأول، مما ولّد ثروة من عناوين الصفحات الأولى ومظاهر الاحتفاء التي رفعت من ذكر بنتلي وأجلّت سيطها آنذاك.

اقرأ:  معلومات شاملة عن بخاخات السيارة

ومن الجدير بالذكر هنا؛ انسحاب بنتلي من المشاركة في سباق لومان – 24 ساعة بعد العام 1930، حتى عادت للمشاركة فيه بعد أكثر من 70 عاماً في العام 2001، وبالوصول إلى 2003؛ كانت قد عادت بنتلي للفوز بالمركز الأول في السباق بعد 73 عاماً من انسحابها منتصرة من المشاركة فيه. 

سيارة بنتلي قديمة
توالت اجيال سيارة بنتلي ذات المحركات القوية والتقنات المتفوقة والمتقدمة في وقتٍ مُبكّرٍ نسبياً

بنتلي في كنف رولز رويس (1931 – 1998) 

نالت أزمة الكساد الكبير في العام 1931 من شركة بنتلي، ولم تعد الشركة قادرةً على الوفاء بديونها، حتى آل بها المطاف إلى كنف رولز رويس حينما استحوذت على بنتلي عن طريق شركة تابعة لها باسم British Central Equitable Trust، وبحلول العام 1935 جرى الدمج بين شركتي رولز رويس وبنتلي لتغدوان شركة واحدة تُدعى رولز رويس – بنتلي، واستمرت الشركة بإنتاج السيارات الفاخرة والاستثنائية التي تحمل اسم وشعار بنتلي بما في ذلك طراز 3.5 لتر الذي كان أول طراز بنتلي تنتجه رولز رويس، وطراز مارك السادس الذي اكتسى هيكلاً فولاذياً مميزاً، كذلك فلقد أنتجت الشركة طراز جراند تورر الاستثنائية، وطراز مولسان الرائع، ولعل اشهر سيارات بنتلي تمثّلت في طراز بنتلي كونتيننتال الفاخر الذي أنتجته رولز رويس منذ العام 1952 حتى مطلع القرن الحالي. 

فولكسفاغن تغيّر جنسية بنتلي (1998 – اليوم) 

بعد نزاعٍ محتدمٍ بين الشركتين الألمانيتين فولكسفاغن وبي ام دبليو في ما يخص الاستحواذ على شركة رولز رويس البريطانية على إثر تراجع أرباحها ودخولها في أزمة مالية خلال العام 1998؛ كُتب لرولز رويس وبنتلي الانفصال عند هذا المفترق، إذ كان الاستحواذ على رولز رويس – بنتلي من نصيب فولكسفاغن في بادئ الأمر حتى العام 2003 الذي صارت فيه مُلكية رولز رويس تابعةً لشركة بي ام دبليو عطفاً على الاتفاقات بين الشركات الثلاث عند الاستحواذ في العام 1998، لتبدأ بذلك محطةً جديدة من محطات تاريخ سيارات بنتلي تنفصل فيها عن رولز رويس و تغدو تابعةً لشركة فولكس فاجن.

ولقد استثمرت شركة فولكسفاجن بكثافةٍ في إنتاج بنتلي منذ الاستحواذ عليها في العام 1998، مما عزّز من مكانة بنتلي في أوساط السيارات الفاخرة والاستثنائية في العالم، واتسمت طرازات سيارة بنتلي التي جرى إطلاقها منذ بداية عهد فولكسفاجن بالاحترافية والرفاهية، بما فيها طراز كونتيننتال جي تي الذي اتخذ من شكل الرصاصة تصميماً له، ذلك إلى جانب طراز بنتلي بنتاجيا وغيرهما من الطرازات الأخرى، ولقد برز موديل بنتلي GT كنموذجٍ لمهارة التصنيع والاهتمام بالتفاصيل خصوصاً في ما يتعلق بالتصميم الداخلي، وذلك مع الإشارة إلى تزوّد هذا الطراز باشتماله على محرك W12 يوفر سرعة قصوى تبلغ 322 كم / ساعة. 

اقرأ:  تصاريح مواقف رقمية مجانية في دبي لكبار المواطنين وأصحاب الهمم

السعي المتواصل للأفضل (اليوم – المستقبل)

سيارة بنتلي حديثة
تواصل بنتلي السير على نهج الجمع بين الأداء المبهج والحرفية الرائعة والمظهر الفاخر

بعد مسيرة حافلةٍ بالنجاحات تمتد لأكثر من 100 عام، حافظت فيها بنتلي على جوهرها وصورتها ومكانتها العالية بين السيارات في العالم؛ فما تزال بنتلي تحث الخطى نحو التطور والتقدم للأفضل، وفي حين كانت تحتفل في ذكرى مئويتها عام 2019 بتحقيقها عدداً من الانتصارات الجديدة في بطولات وسباقات السيارات، إلى جانب حظوتها بتسمية أحد شوارع مدينة لومان الفرنسية تيمناً باسمها وتحديداً باسم ” Rue des Bentley Boys”، فإنها تواصل السير على نهج الجمع بين الأداء المبهج والحرفية الرائعة والمظهر الفاخر، وكما تحافظ بنتلي على احترام قيّمها التي يتبدّى شيءٌ منها بتسليم مفتاح سيارة بنتلي الخاصة بالمؤسس والتر أوين بنتلي للمدراء التنفيذيين للشركة في يومهم الأول؛ فإنها تسعى على ما يبدو للحفاظ على القيم البيئية والمتطلبات الاجتماعية التي تتمثّل في عزمها أن تصبح العلامة التجارية الأكثر استدامة بين العلامات التجارية للسيارات الفاخرة مستقبلاً، جنباً إلى جنب مع حرصها على تعزيز كفاءة استهلاك الوقود في سياراتها المميزة والفاخرة.

وتجدر الإشارة ختاماً؛ إلى حجز بنتلي مركزاً ضمن أشهر العلامات التجارية للسيارات الفاخرة المستعملة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفقاً لما جاء في تقرير دوبيزل السنوي عن سوق السيارات الفاخرة في الإمارات للعام 2022، وهو ما يعود بالدلالة إلى الجودة الفائقة والمتانة والفخامة والأناقة التي توفرها بنتلي في سياراتها المختلفة. 

بهذا نكون قد قدّمنا لك سرداً وافياً في هذا المقال عن تاريخ سيارات بنتلي من النشأة والإنطلاقة حتى اعتلاء قمة السيارات الفاخرة في العالم مروراً بصعود سلم المجد عبر السنوات.

إليك المقال التالي؛ إذا كنت ترغب بالاطّلاع على معارض وكالة بنتلي في الإمارات، أما إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من المقالات المهمّة والشيّقة عن عالم السيارات؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدونة دوبيزل للسيارات والبقاء على اطّلاع بكلِ جديدٍ أولاً بأول. 

اترك تعليقاً