أمرتِ النيابة العامة بإحالة المتهم بقتل طفل طلبًا لفدية، إلى محكمة الجنايات المنعقدة بجلسة 20 مارس الجاري؛ لاتهامه في القضية رقم 1041 لسنة 2024 جنايات الستاموني، بقتل طفل عمدًا مع سبقِ الإصرار؛ وذلكَ لرغبته في الحصول على فدية من ذَويه.
وباشرت النيابة العامة التحقيقات، وكلّفت الشرطة بالتحري عن الواقعة لكشف ملابساتها، وسألت شهودها، فتوصلت إلى أن وراء ارتكابها المتهم والذي تبين أنه طالب جامعي كان يعطي المجني عليه درسًا خاصًا، وما إنْ علِمَ بمقدرة والده المالية؛ ونظرًا لتعرضه لخسارة مالية نتيجة مضاربته عبر أحد المواقع الإلكترونية؛ قام باستدراج المجني عليه وقتله، وقام بإلقاء جثمانه بإحدى الأراضي الزراعية –بعد شطره نصفيْن-، ثم طلب من ذويه فديةً مالية.
وأقر المتهم تفصيًلا بالتحقيقات بكيفيةِ اقترافِهِ الجريمةَ والتخطيط والإعداد لها وتنفيذِها، حيثُ انتقل المتهم لتصويرِ محاكاتِه لهذهِ التفصيلاتِ في مسرحِ الجريمةِ أمامَ النيابة العامة.
أثارت واقعة العثور على نصف سفلي لجسم طالب بمركز الستاموني في محافظة الدقهلية – تبين بالفحص أنه يدعى إيهاب أشرف عبدالعزيز- حالة من الاستياء على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد انتشار مقطع فيديو لوالد المجني عليه وهو يقول: “إيهاب لازم يتدفن، ومش هيتدفن بالتقسيط، حق إيهاب لازم يرجع ومش هيضيع”.
ووسعت الأجهزة الأمنية دائرة البحث والاشتباه في القرية والقرى المجاورة؛ لكشف ملابسات الواقعة، والعثور على النصف العلوي من الجثمان، وحرصت الأجهزة الأمنية على التحقيق مع كل من يُشتبه فيه، وذلك بمشاركة قيادات بوزارة الداخلية في التحقيقات وعملية البحث، بجانب أجهزة الأمن الوطني والأمن العام والمباحث الجنائية.
وكشفت النيابة العامة، تفاصيل التحقيقات مع الجاني، وقالت إنه تبين أن المدرس الخاص بالمجني عليه، هو مرتكب الجريمة، وتم ضبطه من قبل الأجهزة الأمنية، وباستجوابه أقر تفصيلًا بارتكاب الواقعة بغيه طلب فدية من أهلية الطفل لمروره بضائقة مالية.
وتلقت النيابة العامة إخطارًا من مركز شرطة الستاموني بتاريخ 14 فبراير الماضي، الساعة السادسة مساء بالعثور على نصف سفلي لجسم آدمي غير معلوم، وتم نقله بمعرفة الأهالي إلى مستشفى بلقاس العام، وانتقلت النيابة لمعاينة مسرح الواقعة والذي تبين أنه أرض زراعية مغمورة بالمياه وقامت بمناظرة النصف السفلي للجثمان.
وتبلغ الأجهزة الأمنية فى وقت لاحق من بعض أهالي إحدى القرى بدائرة مركز الستاموني بالدقهلية بالعثور على جوال بلاستيكى مُلقى بإحدى الأراضى الزراعية بداخله جزء من جثمان.
وبمناظرة الجثمان أقر والد المجني عليه، بأن الجثمان لنجله الطالب إيهاب أشرف عبدالعزيز، 15 سنة، ومقيد بالصف الأول الثانوي، ابن قرية 7 ثابت الحفير الستاموني بمدينة بلقاس في محافظة الدقهلية، وكان قد ذهب إلى درس خصوصي بقرية النقعة، وتغيب بعد ذلك؛ فبدأت الأسرة في عملية البحث عنه.
وقال والد المجني عليه، في التحقيقات، إن نجله كان قد توجه لتلقي درس في مادة علمية وبالاتصال على هاتفه المحمول أكثر من مرة لم يتجاوب، وفي المرة الأخيرة جاوبه مجهول وأخبره بخطفه نجله وطلب مبلغ فدية مائة ألف جنيه.
وتوصلت التحريات إلى مرتكب الواقعة والذي تبين أنه المدرس الخاص بالمجني عليه وتم ضبطه وعرضه على النيابة العامة وباستجوابه أقر تفصيلًا بارتكاب الواقعة بغيه طلب فدية من أهلية الطفل لمروره بضائقة مالية.
وكشفت التحقيقات، أن مدرس الفيزياء خسر عدة مبالغ مالية بسبب لعب القمار، وقرر خطف أحد طلابه، لطلب فدية من أسرته، وخلال محاولته تصوير فيديو للمجني عليه، لابتزاز أسرته قتله بالخطأ نتيجة قطع شريان بالرقبة؛ فاضطر المتهم بعد ذلك لتقطيع الجثة، لمحاولة التخلص منها وإخفاء معالم جريمته.
كان أحد المزارعين، متوجها إلى أرضه الزراعية لريها في قرية قريبة، ليجد “شيكارة غريبة” لم يقترب منها لشكه في أمرها واتصل بالشرطة التي جاءت لتكتشف المفاجأة، وهي وجود النصف السفلي لشاب يرتدي بنطال جينز وكوتشي.
سرعان من انتشر خبر العثور على نصف جثمان لشاب لتشهد القرية ذات الخدمات البسيطة والعيشة الهادئة ذات الطابع الريفي، حالة من الفزع بين المتواجدين ليتم الإعلان في المساجد ومواقع التواصل بضرورة البحث عن النصف العلوي للجثمان.
5 أيام من البحث مرت، وما زال أهالي القرية تبحث للعثور على النصف العلوي مع الأجهزة الأمنية.
ووفقا لأهالي القرية، فإن القتيل إيهاب طفل وحيد على بنتين، ولا أبناء ذكور لوالدته ووالده غيره، ولا يوجد عداء لأسرته مع أحد، فوالده يبيع الأجهزة الكهربائية بالقسط ومن عائلة ميسورة لا خلافات بينهم وبين أحد.
