يعد نظام التوجيه على اختلاف أنواعه واحداً من أهم الأنظمة الميكانيكية في السيارة، فهو المسؤول الأول عن توجيه العجلات إلى اليمين أو اليسار وبالتالي التحكم باتجاه المركبة ككل، ونظراً لأهميته الكبيرة حاولت شركات تصنيع السيارات تطويره على مر سنين وسرعان ما ظهرت أنظمة توجيه جديدة أكثر كفاءة واعتمادية من القديمة، منها نظام التوجيه الكهربائي ونظام التوجيه الهيدروليكي التي أصبحت وبمرور الوقت أشهر أنظمة التوجيه للعديد من الأسباب، فكل واحد منها ميزات وإيجابيات لا تعد ولا تحصى جعلت البعض يتساءل عن الفرق فيما بينها وما الذي يميز نظام عن الآخر! بدورنا وللإجابة على هذه التساؤلات أعددنا المقال التالي الذي يتضمن مقارنة نظام التوجيه الهيدروليكي ونظام التوجيه الكهربائي في السيارة آملين أن يجيب على ما يدور في خاطركم من تساؤلات حول هذين النظامين.
نظام التوجيه الهيدروليكي في السيارة
يكمن الفرق بين نظام التوجيه الهيدروليكي ونظام التوجيه الكهربائي باعتماد الأول على محرك المركبة والثاني على محرك كهربائي منفصل
نظام التوجيه الهيدروليكي أو نظام التوجيه المعزز هو أول نظام تم استخدامه بهدف تحسين عملية توجيه السيارة ومنح السائق راحة أكبر في ذلك، إذ أصبح السائق قادراً على التحكم بالمركبة بكل سهولة وبأقل جهدٍ ممكن متغلباً بذلك على التحديات السابقة المتمثلة بصعوبة التحكم بعجلة القيادة وتوجيه المركبة يميناً أو يساراً خصوصاً عندما تكون المركبة متوقفة أو تسير على سرعات منخفضة!
تتمثل أهمية نظام التوجيه الهيدروليكي أو التوجيه بالمعزز بتخفيف ضغط المحرك على العجلات لتصبح عمليه التحكم بها أكثر سهولة ولا تتطلب الكثير من الجهد، إذ يبدأ النظام بالعمل فور تشغيل المركبة وتبدأ المضخة بضخ الزيت إلى كافة أجزاء النظام ليشعر السائق عندها بسهولة تدوير العجلات وبخفة وزن عجلة القيادة مقارنة مع ما كانت عليه قبيل استحداث نظام التوجيه المعزز هذا.
مشاكل نظام التوجيه الهيدروليكي في السيارة
جنباً إلى جنب مع إيجابيات نظام التوجيه الهيدروليكي التي لا تعد ولا تحصى، إلا أنه وبمرور الوقت ظهرت بعض التحديات والسلبيات المترتبة على استخدامه، وتالياً بعض مشاكل نظام التوجيه الهيدروليكي:
- كثرة أعطال النظام وضرورة صيانته بشكل دوري
- زيادة استهلاك الوقود بسبب الاعتماد على طاقة المحرك
- تحميل السيارة وزن إضافي نظراً لأجزاء النظام الكثيرة
نظام التوجيه الكهربائي في السيارة
لا يختلف نظام التوجيه الكهربائي في وظيفته كثيراً عن النظام السابق، فهو كذلك يمنح السائق راحةً أكبر ويجعل التحكم بعجلة القيادة وتوجيه المركبة أكثر سهولة. يكمن الفرق بين نظام التوجيه الكهربائي والهيدروليكي أن الأول لا يعتمد على طاقة محرك المركبة ولا يتصل ميكانيكياً به، وإنما يستمد طاقته من محرك كهربائي متصل بحساس وصمامات تنقل الإشارات من المقود إلى الكمبيوتر ليبدأ بالعمل، فعند الانعطاف يميناً يبدأ النظام بالعمل ليساعد السائق على الانعطاف وبالتالي تقليل الجهد المطلوب لتدوير عجلة القيادة نحو اليمين. الأمر الآخر المميز بنظام التوجيه الكهربائي أو الباور ستيرنج هو ارتباطه كلياً بسرعة المركبة، إذ يقوم بمساعدة السائق بشكلٍ أكبر في حالات التوقف التام وعلى سرعات منخفضة في حين يصبح تأثيره أقل على السرعات العالية، بمعنى أن المقود يكون خفيفاً ويسهل التحكم به يميناً ويساراً على السرعات المنخفضة بينما يصبح ثقيلاً على السرعات العالية لمنح المركبة نسبة ثبات أكبر.
عيوب نظام التوجيه الكهربائي في السيارة
علماً بأن نظام التوجيه الكهربائي قد جاء للتغلب على كافة سلبيات ومشاكل الهيدروليكي إلا أن الأمر لا يخلو من بعض أعطال نظام التوجيه الكهربائي، وتالياً أبرزها:
- تصلب المقود وصعوبة توجيه المركبة عند تعطل النظام
- يصبح المقود خفيفاً بعد فترة من الاستخدام
- ارتفاع تكلفة الصيانة لأن النظام لا يزال حديثاً
مقارنة نظام التوجيه الهيدروليكي ونظام التوجيه الكهربائي
بعد أن تحدثنا عن آلية عمل وإيجابيات وسلبيات كلا النظامين، أصبح بمقدورنا مقارنة نظام التوجيه الهيدروليكي ونظام التوجيه الكهربائي من مختلف النواحي على النحو التالي:
أجزاء النظام
يشتمل النظام الهيدروليكي على أجزاء وقطع أكبر حجماً وأكثر تعقيداً من الكهربائي، فهو يعتمد على مضخة وزيوت وقشاط مرتبط بالمحرك، أما أجزاء الكهربائي فهي بسيطة وتتمثل بالمحرك الكهربائي والحساسات.
مبدا العمل
يعتمد النظام الهيدروليكي على مضخة زيت يرتبط عملها بدوران محرك المركبة، فعندما يعمل المحرك تعمل المضخة بشكل مباشر، أما نظام التوجيه الكهربائي فلا يتصل ميكانيكياً بالمحرك وإنما يعتمد على محرك كهربائي ومجموعة من الحساسات والصمامات التي تتكفل بنقل الإشارات من المقود إلى الكمبيوتر لتحليل البيانات وتقديم المساعدة بالقدر اللازم.
الكفاءة والاعتمادية
بشكل عام تعد كفاءة النظام الكهربائي في السيارات أعلى من الهيدروليكي، والسبب ببساطة أن النظام الهيدروليكي يقدم ذات القدر من مساعدة التوجيه وبالتالي فإن مقود المركبة يوكن خفيفاً مهما كانت سرعتها وهذا قد يكون خطيراً بعض الشيء خصوصاً عند القيادة على سرعات عالية. أما النظام الكهربائي وكما ذكرنا سابقاً يتناسب طردياً مع سرعة المركبة مما يجعل استخدامه آمناً أكثر.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل تتوفر أنظمة توجيه غير الكهربائي والهيدروليكي؟
نعم، ومنها التوجيه الهيدروليكي الكهربائي، ونظام التوجيه الكهربائي الميكانيكي، ونظام التوجيه الكهربائي الإلكتروني.
ما هي أعراض تلف نظام التوجيه؟
هناك عدة علامات تدل على تلف نظام التوجيه، نذكر منها:
- صعوبة المناورة والتحكم بمقود السيارة
- سماع أصوات غريبة من مقود السيارة عند تدوير العجلات
- ثقل وقساوة المقود
بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي قدم مقارنة نظام التوجيه الهيدروليكي ونظام التوجيه الكهربائي في السيارات من حيث مبدأ العمل وإيجابيات وسلبيات كل واحد منها. هذا وننصحكم بزيارة مدونة السيارات من دوبيزل والاطلاع على العديد من المقالات المميزة التي تنشر بشكل يومي، مثل ميزان الستيرنج المسؤول عن ضبط توازن العجلات، فضلاً عن نظام التعليق في السيارة. إلى جانب ذلك، يمكن للمبتدئين في القيادة التعرف على أبرز أجزاء السيارة بالصور بالعربي