تخطى إلى المحتوى

الفرق بين نظام التحكم في الجر ونظام الاستقرار في السيارات

تتزود السيارات الحديثة بالعديد من ميزات السلامة وأنظمة الأداء المتقدمة، وتشهد هذه الأنظمة والميزات تطوراً متسارعاً مع كل طرازٍ جديد من السيارات، حتى غدت حلبة من حلبات تنافس العلامات التجارية للسيارات، وهي التي تطلق كلاً منها تسمياتها الخاصة والمختلفة على هذه الأنظمة والميزات، مما قد يسبب إرباكاً للمستخدمين في بعض الأحيان فيما يتعلق بفهم هذه الانظمة والميزات وإدراك الغاية منها والفرق بينها.

ولعل الفرق بين نظام التحكم في الجر ونظام الاستقرار إحدى أكثر التساؤلات شيوعاً بين رواد السيارات في هذا النطاق، إذ يحظى كلاً من النظامين بشهرةٍ واسعة ويبدوان متشابهين إلى حدٍ بعيد من حيث الأداء والغاية، إلا أنه يتميز كلٌ منهما بمواصفات مختلفة عن الأخرى في حقيقة الأمر.

ولذا فإننا نوضح في هذا المقال بشكلٍ وافٍ؛ الفرق بين نظامي التحكم في الجر والتحكم في الاستقرار من حيث مبدأ العمل والاستخدامات.

الفرق بين نظام التحكم في الجر ونظام الاستقرار

صورة توضيحية لأهمية أنظمة التحكم في الجر واستقرار السيارات
يمكننا ملاحظة العديد من الاختلافات في أهمية وطريقة عمل التحكم في الاستقرار مقابل التحكم في الجر لدى التساؤل حول الفرق بينهما.

يتبدّى الغرض بشكلٍ رئيسي من النظامين في الحفاظ على كفاءة الجر السليم أثناء القيادة، فيما يمكننا ملاحظة العديد من الاختلافات في طريقة عمل ومهام واستخدامات التحكم في الاستقرار مقابل التحكم في الجر لدى التساؤل حول ما الفرق بين نظام التحكم في الجر ونظام الاستقرار، وفي ما يلي نجيب عن هذا السؤال ونضع التحكم في الاستقرار مقابل التحكم في الجر بكفتي ميزانٍ لنقارن بينهما بشكلٍ تفصيلي:

نظام التحكم في الجر

تتمثل مسؤولية نظام التحكم في الجر بالحد من دوران إحدى العجلات بشكلٍ منفرد وينقل الطاقة إلى العجلة الأخرى لموازنة الجر، مما يمكّن السائقين من القيادة على التضاريس المختلفة بسهولة وسلاسة جرّاء كفاءة الجر في السيارة، ويُعد التحكم في الجر ميزة أمان نشطة بشكلٍ تلقائي في المركبات والسيارات ويعتمد مبدأ عملها على قياس دوران العجلات والتحكم فيه بالفرملة أو التسريع.

وبتفصيل أدق؛ فيقوم نظام التحكم في الجر بقياس دوران العجلات حينما تفقد السيارة قوة الجر، ليكتشف بذلك أيٍ من العجلات تدور أكثر من غيرها، وذلك بغية موازنة دوران العجلات كافة بشكلٍ متساوٍ عن طريق نقل الطاقة الزائدة من العجلة التي تدور أكثر من غيرها إلى عجلة ذات دوران أقل مما يحقق استعادة قوة الجر، وذلك باستخدام نظام منع انغلاق المكابح ABS أو عبر التباطؤ وتخفيض طاقة المحرك بما يوازن بين طاقة دوران العجلات. 

اقرأ:  النقاط العمياء في السيارة وكيفية التعامل معها

نظام التحكم في الاستقرار

عند مقارنة التحكم في الجر والتحكم في الاستقرار؛ فيمكن القول أنه يُعد نظام التحكم في الاستقرار أو التحكم في الثبات أكثر تطوراً وتعقيداً من نظام التحكم في الجر؛ إذ يستخدم نظام التحكم في استقرار وثبات السيارة الذي يعرف أيضاً باسم نظام الثبات الإلكتروني في السيارات؛ يستخدم أجهزة استشعار متعددة وأنظمة أخرى يتصل عملها باستعادة قوة الجر والتأكد من تحرك السيارة في الاتجاه المقصود، وعلى العكس من نظام التحكم في الجر كذلك؛ فإن نظام التحكم في الثبات أو الاستقرار يمكنه قطع الطاقة تماماً عن العجلات، أو استخدام وتفعيل الفرامل في السيارة بشكل قسري.

وفيما يتعلق بكيفية العمل؛ فيعمل النظام الحديث للتحكم في استقرار أو ثبات السيارة بالتعاون مع نظام ABS ومستشعرات دوران العجلات وغير ذلك من أجهزة الاستشعار بشكلٍ تشاركي لتنفيذ وظائف وغايات النظام؛ بحيث يكون كلاً من مستشعر عجلة القيادة، ومستشعر الفرامل، ومستشعر دواسة الوقود مسؤولين عن إخطار كمبيوتر السيارة في ما يتعلق بسرعة المركبة واتجاهها على سبيل المثال، في حين يقيس كلاً من مستشعر الانعراج ووحدة مقياس التسارع ثلاثية المحاور؛ الاتجاه الطولي والجانبي للسيارة، وبشكلٍ عام؛ فتتشارك المستشعرات كافة على التعامل مع فقدان قدرة الجر السيارة إلى جانب تعاملها الحثيث والدقيق مع الانعطافات نسبةً لاتجاه السيارة وسرعتها، كما تساهم في تأدية ما سوى ذلك من المهام التي ترتبط بثبات واستقرار السيارة على الطرق المختلفة.

كما يعمل نظام التحكم في الثبات والاستقرار في حال ملاحظة اختلاف كبير بين مستويات الجر والتسارع والاتجاه، وذلك عن طريق مد النظام بالمزيد من القوة للعجلات ذات الطاقة المتضائلة، أو قطع الطاقة عن العجلات ذات الطاقة الزائدة، كما يمكن أن يقوم النظام بتفعيل المكابح للحفاظ على الجر أيضاً، وفي حال فشل نظام الفرامل المانعة للانغلاق (ABS) في استعادة قوة الجر، فيتم تشغيل أدوات وعناصر التحكم في المحرك عندئذٍ.

اقرأ:  مشاكل ارتفاع أو انخفاض ضغط زيت المحرك .. الأسباب وطرق الفحص

هذا باختصار ما يعبّر عن قيام نظام التحكم في الاستقرار بربط عناصر الأداء وأنظمة وحساسات السيارة مع بعضها البعض للحفاظ على ثبات مطّرد للسيارة، في حين يختص نظام التحكم في الجر بالتركيز على كفاءة الجر في السيارة دوناً عما سواه، لذا فيمكن القول أنه هنا يكمن الفرق بين نظام التحكم في الجر ونظام الاستقرار من حيث الأهمية ومبدأ العمل والوظائف.

مقارنة التحكم في الجر والتحكم في الاستقرار من حيث الاستخدامات

صورة توضيحية لاستخدامات أنظمة الاستقرار والتحم في جر السيارات
يمكن ملاحظة الفرق بين نظامي التحكم في الجر والتحكم في الاستقرار من حيث استخدامات كلٍ منهما أيضاً وما تختلف فيه عن الأخرى.

كما يتبدّى الفرق بين نظام التحكم في الجر ونظام الاستقرار في السيارات من حيث مبدأ العمل والاهمية والوظائف؛ فإنه يمكن ملاحظة الفرق بين نظامي التحكم في الجر والتحكم في الاستقرار من حيث الاستخدامات أيضاً، وهذا ما ندرجه بشكلٍ تفصيلي تالياً: 

استخدامات نظام التحكم في الجر

يُستخدم نظام التحكم في الجر بشكل مثالي في الظروف التالية: 

الحد من الدوران العبثي أو الفارغ للعجلات 

يعتبر الدوران الزائد عن الحاجة في العجلات سبباً كفيلاً بفقدان التحكم في السيارة، ويمكن أن يحدث هذا الدوران العبثي أو الفارغ للعجلات نتيجة أسباب متعددة يُعد أكثرها شيوعاً انعطاف المركبات بسرعة او تسارع أعلى من المناسب، وفي هذه الحالة؛ فيقوم نظام التحكم في الجر بعمله على وجهٍ مثالي للحد من دوران العجلات والحفاظ على الجر السليم للمركبة أو السيارة. 

عند فقدان الجر 

يمكن أن تفقد السيارة قدرتها على الجر بسبب التسارع المفرط أو القيادة على الطرق الوعرة، وهنا يقوم نظام الجر بتأدية وظيفته الأساسية وهي تحقيق التوازن والجر للسيارة أو المركبة بكفاءة وفاعلية بغض النظر عن السبب. 

في سيارات الدفع الثنائي 

يعد نظام التحكم في الجر ضرورياً للغاية في السيارات التي تعتمد على نظام الدفع الثنائي سواءً كان دفعها أمامياً أو خلفي؛ إذ تزداد فرص الانعطاف والتوجيه الحاد، وإمكانية فقدان الجر أو تضاؤله في هذه السيارات، مما قد يتسبب في فقدان التحكم في السيارة، لذا فيُعد نظام التحكم في الجر ضرورياً للمركبات ذات الدفع الثنائي من أجل ضمان الجر المناسب أثناء القيادة على تضاريس مختلفة.

اقرأ:  هيئة الطرق: أتمتة تصاريح اللوحات الإرشادية التكميلية في دبي

استخدامات نظام التحكم في الاستقرار

بعد أن تعرفنا على استخدامات نظام التحكم في الجر؛ دعنا نتعرف ما الفرق بين نظام التحكم في الجر ونظام الاستقرار من حيث الاستخدام عبر سرد استخدامات نظام التحكم في الاستقرار والثبات تالياً:

الحد من فقدان السيطرة على السيارة 

يعمل نظام التحكم في الاستقرار والثبات بفاعلية عالية حينما لا تسير السيارة صوت الاتجاه المراد أو المقصود، وينشط النظام في تفعيل الفرامل والتقليل من قوة المحرك وقياس الجر على كل عجلة للحفاظ على التحكم بالسيارة والسيطرة عليها مستقرة وثابتة عند الحاجة لذلك أثناء السير على الطرق المختلفة.

تفادي الانعطاف الخاطئ

يحدث الانعطاف المنخفض والتوجيه الزائد حينما تنعطف السيارة أكثر مما يريد السائق لها، ولا يؤدي ذلك إلى فقدان الجر فحسب، وإنما إلى فقدان التحكم في السيارة أيضاً، ولذا فيفعّل نظام التحكم في الاستقرار الفرامل على العجلة الأمامية الخارجية عند التوجيه الزائد، كما يستخدم الفرامل على العجلة الخلفية اليسرى في حال الانعطاف المنخفض، ويكون نظام التحكم في الثبات والاستقرار قادراً على تأدية هذه المهام نظراً لعمله التشاركي مع أجهزة الاستشعار وما يستقبله ويرسله كمبيوتر السيارة من معلومات مختلفة تتعلق بعمل ونشاط نظام التحكم في الاستقرار، في حين لا يمكن لنظام التحكم في الجر القيام بهذه الوظيفة وغيرها من الوظائف الأخرى التي يمكن أن ينفذها نظام التحكم في الاستقرار، وذلك بناءً على كون نظام التحكم في الجر غير متصلاً بأجهزة استشعار أخرى في السيارة. 

بهذا نكون قد قدّمنا لك في هذا المقال معلومات وافية وشاملة عن الفرق بين نظام التحكم في الجر ونظام الاستقرار بما يشمل التعريف بكل منهما ومقارنة نظام التحكم في الجر والتحكم في الاستقرار من حيث مبدأ العمل والأهمية والاستخدامات، ذلك إلى جانب المزيد من المعلومات الأخرى المهمة عن هذين النظامين المتطوّرين من أنظمة الأمان والسلامة في السيارات.

إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من المقالات المهمّة والشيٌقة عن عالم السيارات؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدونة دوبيزل للسيارات والبقاء على اطّلاع بكل جديد. 

اترك تعليقاً