الدكتورة سحر الحسيني تكتب: مات حلمي بكر الإنسان
عندما نستبيح حقوق ملكية العمل وصاحبه!
المنتوجات الفنية خلقت لمتلقيها له حق الرفض، القبول، النقد، المدح.
أما أن تشمل حقوق الملكية البشر أيضا فهنا لابد لنا من وقفة .
الجميع بشر له ماله وعليه ما عليه.
وليس من الإنصاف أبدا ولا العدل أن نحاسب المانح على أبعد من منحه ومعطياته لنا.
من استباح نشر صور وفيديوهات لحلمي بكر وهو بهذه الحالة؟
عفوا فلنستبعد حسن النية أن النشر بغرض التعاطف مع حالته.
فمنذ متى وسلخ شاة بعد ذبحها يثير التعاطف؟
ولتنقسم الأحزاب
من يعتلي منبر الإمام العادل ليعلن كلمة الحق ان هذا هو المصير المحتوم لثروة جمعت من حرام. وأن مافعله ابنة عدالة السماء. ومافعلته زوجته سداد دين .
ومن يتوسط المنصة كقاضي ليحكم عليه بوجوب دفع الثمن لزيجات عدة وحياة مفتوحة وأن ما فعله مدير أعماله هو تنفيذ لعدالة السماء.
ومن يرفع لافتة الشماتة.. ومن يمصمص الشفاة متعاطف.
وإعلان وفاة بصور لمريض لا حول له ولاقوة وفيديوهات لبكائه.
كيف نمنح أنفسنا حق التجرأ على مريض في معية الله لنهتك ستره؟
للجميع أن يرفض او يقبل فنا قدمه، غير ذلك هو بينه وبين ربه.
للموت قدسية ورهبة وللمرض حرمته.
ومن عاب أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله .
مات حلمي بكر الإنسان له ماله وعليه ما عليه.
وبقيت أعماله للجميع الكاره والمحب والمادح والناقد .
وإنا لله وإنا إليه راجعون.