تخطى إلى المحتوى

معلومات وحقائق: شركة مازدا للسيارات

تدخل شركة مازدا مئويتها الثانية بخطىً ثابتة نحو المزيد من النجاح والابتكار والمواكبة، تزامناً مع حفاظها الحريص على ما بنته من لبنات إنجاز جعلتها واحدة من أقدم وأشهر العلامات التجارية الرائدة في صناعة وإنتاج السيارات في كل أنحاء العالم، وإذ تحظى سيارة مازدا بمدىً طويل من العراقة، وباسم لامعٍ في العالم؛ فإن ذلك يعود لما تضعه الشركة من مجهود احترافي في سياراتها بما يركز على المتانة والكفاءة الميكانيكية والأدائية جنباً إلى جنب مع ما تتركه مازدا من بصمات ابتكار في النطاق التقني لسيارتها، وما تضفيه من لمسات إبداعية في أفق تصميمها، الأمر الذي ينعكس بجلّه على سيارات مازدا بالتميّز والفرادة والموثوقية، ويمنحها حيّزاً وفيراً من اهتمام الجمهور ضمن قطاع السيارات في العالم.

في هذا المقال؛ نسرد حزمة حقائق عن سيارات مازدا ونغوص أعمق في تاريخ هذه العلامة التجارية وحاضرها لنتعرف عليها عن كثب، وعمّا يميزها ويمنحها سيطاً وصدىً عالياً ومعاصراً في الأفق العالمي لصناعة وإنتاج السيارات. 

حقائق تاريخية عن مازدا موتورز

لافتة تحمل شعار واسم مازدا
تتمثّل رؤية المثالية في الاعتماد على نفسها والسير بمفردها في طريقها للنجاح والنهضة.

في ضوء نجاحها برياضة السيارات ومعاصرتها أجيالاً متتالية بكفاءة عالية؛ خرجت مازدا بشعارها “Zoom-Zoom” في العام 2002 ليكون رمزاً لعصر من العلامة التجارية، وليعبّر عن الصدى الأسطوري الذي تحدثه سياراتها، وعن حركتها المواكبة بما يخلق صلة وطيدة وعلاقة قريبة من الجمهور وعشاق سيارات مازدا المميزة نظراً لتلبيتها احتياجاتهم ومتطلباتهم نحو شغف وبراعة الأداء والقيادة والتصميم وما إلى هنالك من العناصر الفريدة الأخرى التي تضمنها سيارة مازدا ذلك إلى جانب التعبير عن قدرة مازدا على التأثير بالأشخاص والأجيال بما تحمله من أنظمة وتصاميم وتقنيات وابتكارات في سياراتها، ناهيك عن توفير الشركة طرازات متنوعة تشكّل مزيجاً مثالياً من سيارات السيدان وسيارات الدفع الرباعي العائلية، جنباً إلى جنب مع السيارات الرياضية وسيارات “الرودستر” الشبابية، وذلك بما يحافظ على وفاء مازدا بالأداء المتفوق الذي تؤديه سياراتها، وتنفيذها تصاميم جذّابة وتقنيات ابتكارية فذة فيها.

وفي السياق ذاته؛ فيمكن أن يتبدّى ما نتحدث عنه بشكلٍ جليّ في طرازات متعددة من مازدا بما في ذلك سيارة مازدا 3 وسيارة مازدا 6 وغيرهما من الفئات الأخرى إذا كنّا نتخذ سيارات السيدان أنموذجاً، وعلى غرار ذلك فيمكن أن نأتي بالذكر على سياراتٍ مثل مازدا CX5 ومازدا CX9 الشهيرتين بالدفع الرباعي المتفوق، فيما تبرز سيارة مازدا CX3 كخيارٍ مثالي بين سيارات الدفع الأمامي، وتتخذ سيارة RX7 مكاناً بارزاً بين سيارات السباق والقائمة تطول فيما يخص سيارات مازدا الأخرى الجامحة بمجملها إلى المزيد من النجاح والتطور لتراكمه على ما حققته في مسيرتها جيلاً بعد آخر. 

وتجدر الإشارة هنا إلى حرص الشركة على تقديم خدمة صيانة راجحة وفائقة لعملائها في مختلف أنحاء العالم بما يضمن توفير قطع غيار مازدا بسخاء وبجودة عالية، بما في ذلك لسيارات مازدا الامارات التي تتوفر فروع وكالتها في معظم إمارات الدولة، وفي ما يلي نسرد حقائق عن سيارات مازدا لنكتشف سوياً جانباً من تاريخ مازدا ومنهجيتها في الحفاظ على نجاحها تقدمها بخطىً راسخة وطّدت سمعتها الطيّبة في مجال التكنولوجيا المتطورة والابتكار منذ أكثر من 100 عام.

النشأة والتأسيس

شاحنة مازدا غو التاريخية
كانت مازدا على قدرٍ عالٍ من الصمود وعدم الاستسلام منذ تأسيسها، جنباً إلى جنب مع التطلّع للنهضة والنجاح وتحقيق الإنجاز في ظل تحديات جسيمة.

تأسست شركة مازدا في العام 1920 كشركة مصنّعة للفلين الاصطناعي والمعدات الصناعية في مدينة هيروشيما اليابانية، وكانت تُعرف آنذاك باسم “تويو كورك كوجيو – “Toyo Cork Kogyo، ولقد مرت بفترات عصيبة أثناء الحرب العالمية الثانية ما دفعها للانتقال للتصنيع العسكري الخاص بالجيش الياباني طيلة سنوات الحرب، وذلك بالتوازي مع ما قمت به الشركة من عملية إحياء جديدة وشاملة في العام 1931، متجهة عبرها لصناعة وإنتاج الدراجات النارية وشاحنات النقل بثلاث عجلات التي كانت أولها وأبرزها “مازدا غو – Mazda Go” التي بدأ إنتاجها كدراجة نارية صغيرة من ثم جرى التطوير عليها لتصبح شاحنة نقل بأحجام مختلفة، ولقد ظهرت الشركة بحلّة جديدة في هذا العام متخذة اسم مازدا لها، كما أنه الرغم من إطلاق الشركة أول “سيارة مفهوم” أو نموذجٍ أولي لسيارة الركاب من مازدا في العام 1940؛ إلا أن اضطرابات الحرب العالمية الثانية حالت دون إصدار السيارة وإنتاجها بشكلٍ فعلي.

 وصولاً إلى العام 1945 الذي أُسقطت فيه القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما؛ فإن الأمر أصبح أكثر تعقيداً بالنسبة للشركة، فيما كانت على قدرٍ عالٍ من الصمود وعدم الاستسلام، جنباً إلى جنب مع التطلّع للنهضة والنجاح وتحقيق الإنجاز في ظل تحديات جسيمة وبصورةٍ متحدّية كذلك للواقع المفروض على البلاد آنذاك؛ فلقد بدأت مازدا في نهاية العام 1945 ذاته بإنتاج المركبات التجارية التي حققت نجاحاً جيداً وتم تصديرها إلى البلدان المجاورة في العام 1949، وبحلول نهاية عقد الخمسينات من القرن الماضي كانت مازدا قد وصلت إلى إنتاج 30 طرازاً مختلفاً بكميات كبيرةٍ من المركبات التجارية وسيارات أو شاحنات النقل عطفاً على إرادتها الصلبة وتِبعاً للانتعاش الذي شهدته شركات النقل اليابانية في ذلك الوقت أيضاً.

اقرأ:  أمور يجب التأكد منها عند السفر بالسيارة

 ومع العام 1960؛ أصدرت مازدا أول سيارة ركّاب كوبيه بأربعة عجلات كانت باسم “سيتي كوبيه مازدا R360 – City-Coupé Mazda R360” وذلك كخطوةٍ أولى من الخطة التي وضعتها الشركة لتوسيع نطاق إنتاجها من المركبات من مختلف الأنواع والقطاعات بما في ذلك الحافلات وسيارات الركاب بأربعة عجلات وهو ما حققته بالفعل لتتسارع بعد ذلك خطى الإنتاج من سيارات الركاب التي كان معظمها بدفعٍ رباعيٍ آنذاك بما فيها سيارات السيدان بأربعة أبواب في الأعوام القليلة التالية حتى أصبحت تنال سيارات الركّاب بمختلف طرازاتها وأنواعها؛ جلّ اهتمام الشركة وتركيزها نحو تطوير هذه السيارات وإضفاء الابتكار والجودة العالية وأنظمة الأداء المتقدمة والمتفوقة والتصاميم المميزة عليها، الأمر الذي أوصل مازدا إلى ما هي عليه اليوم كواحدة من أشهر وأفضل شركات السيارات في العالم.

معنى اسم مازدا

سيارة مازدا RX8
يمثّل معنى اسم مازدا الخير والسلام والنور، إلى جانب تمثله معاني الحكمة والعراقة والطيبة والعقل الراجح والقوة والخلود والإبداع الفكري المتأتي من العدم.

على الرغم من اختيار شركة “تويو كوجيو – Toyo Kogyo” تسمية “مازدا” لتطلقها على علامتها التجارية للسيارات في العام 1931، إلا أن الشركة أو المجموعة الكبرى أبقت على اسمها كما هو حتى العام 1984، وهو الذي شهد استبدال الشركة أو المجموعة الأم اسمها ليصبح “مازدا موتور كوربوريشن – Mazda Motor Corporation” بشكل رسمي في حينها.

وفيما يخص تسمية “مازدا” ومعناها؛ فإنها تنحدر من تسمية ما كانت تُعرف بالآلهة الزرادشتية في شرق العالم، وهي التي كانت تمثّل بالنسبة لأتباعها؛ الخير والسلام والنور الذي يشع على الشرق والغرب، كما أنها كانت مثالاً للحكمة والعراقة والطيبة والعقل الراجح والقوة والخلود بحسب إيمانهم، إضافة إلى اعتقادهم بإبداعها الفكري المتأتي من العدم، ومن هنا سعت شركة المركبات الناشئة آنذاك إلى التعريف عن نفسها بهذه المواصفات في عالم السيارات، وتقديم حالها كشركة تصنع السيارات بهذه الصورة للعالم وتسعى جاهدة للمشاركة في السلام الكوني وبأن تكون منارة لقطاع صناعة السيارات العالمي. 

واللافت في الأمر؛ أن القائمين على اختيار التسمية وضعوا في اعتبارهم تقدير مؤسس الشركة “جوجيرو ماتسودا” وإحياء ذكراه عبر تسمية سيارة مازدا التي ارتأوا أنها قريبة في اللفظ إلى حد كبيرٍ من لفظ اسم عائلة المؤسس ماتسودا. 


معنى شعار مازدا 

شعار مازدا
كانت تصاميم شعارات مازدا بجلّها ذات بُعد إبداعي مخصّب بالابتكار والمغازي ودلالات المعاني العميقة والمتأصلة.

لقد مرّت مسيرة شعار مازدا بالعديد من التقلّبات والتغييرات على مدى تاريخها منذ العام تأسيسها حتى هذا اليوم، وكانت تصاميم الشعارات كلّها ذات بُعد إبداعي مخصّب بالابتكار والمغازي ودلالات المعاني العميقة والمتأصلة، وبالقفز إلى الشعار الأخير الذي تعتمده مازدا منذ العام 1997 مع إضفاء بعض التعديلات الطفيفة عليه وصولاً إلى ما هو عليه اليوم؛ فإنه يكتنز بالرموز والإيحاءات والمفاهيم ومنها ما يلي: 

  • الحرف M: يشير الحرف M الذي يمكن ملاحظته في الشعار إلى الحرف الأول من اسم مازدا جنباً إلى جنب مع إشارته إلى الحرف الأول من اسم مدينة هيروشيما باللاتينية
  • ورقة الشجر أو الحرف V: يقود هذا الرمز لدى معاينته للتدليل إلى النمو القوي والمستمر الذي يدفع لمتابعة التحسينات المستمرة على سيارات مازدا
  • الأجنحة: تومئ الأجنحة التي يمكن ملاحظتها في الشعار إلى التحليق نحو آفاق جديدة أكثر رحابة وابتكاراً وتطوراً، كما تُعبّر عن مرونة فكر مازدا وحيويتها وإبداعها المنطلق بلا حدود إلى المستقبل؛ إذ تتجاوز الأجنحة الحلقة المستديرة حولها، كما يمثل الرمز ذاته جرأة مازدا على مواجهة التحديات وتجاوز المستحيلات والصعاب لتحقيق حلمها ورؤيتها ملتزمة بصنع سيارات ذات جودة ممتازة مع إيمان راسخ بأن تطوير التقنيات وجلب الجديد منها يأتي من خلال التغلب على التحديات الصعبة، وأن الابتكار والإبداع يأتي من روح مازدا وفكرها. 

وإضافة إلى ذلك؛ فيمكن أن تلحظ جلياً كيف أن جميع الأحرف في كتابة كلمة مازدا بالانجليزية تأتي صغيرة في التصميم، باستثناء الحرف D الذي يأتي كبيراً؛ وفي ذلك تعبيراً دامغاً تريد مازدا أن تجلّيه في التصميم ليُظهر مدى الدقة والموثوقية في عمل وأداء شركة وسيارات مازدا بحيث تكون محاذاة الأحرف سليمة ومتسقة على استقامة واحدة؛ إذ سيبرز الحرف D نحو السطر العلوي في حال كان صغيراً، بينما سيكون منسجماً ومتسقاً في التركيب والمظهر مع ما سواه من الأحرف حينما يكون بهيئته الكبيرة، وهذا ما أرادته الشركة إظهاره من استقامة واتساقٍ في عملها وأداء سياراتها عبر هذه الفكرة والدلالة من تصميم الشعار، وبذلك فلقد أوجزت مازدا محطات كثيرة من تاريخها وعبّرت عن طموحها الجامح وإيمانها الراسخ بالنجاح والتفوق عبر شعارها الذكي والمتميز. 

محرك مازدا الدوّار

سيارة مازدا RX8 حمراء
كفلت محركات مازدا الدوّارة أداءً أقوى وأفضل للسيارات بينما كانت أصغر حجماً، وهو تحديداً ما أبرز ابتكار وإبداع مازدا في هذا الأمر.

بالحديث عن الابتكار والتصميم، فلقد ارتبط تاريخ واسم مازدا بتطوير تقنيات القيادة المبتكرة كذلك، ولم تستنكف الشركة بحثها عن الحلول غير التقليدية وإيجادها طوال مسيرتها، ومن هذه الحلول والابتكارات محرّك مازدا الدوّار الذي تميزت به سيارات مازدا لنحو 50 عاماً، وهو الذي أنتجه مركزاً خاصاً من مازدا لمهمة التطوير في العام 1963 ليكون أول محرك دوّار ثنائي الدوران في العالم، بعد أن تم تطويره عن محرك “وانكل – Wankel” الذي أطلقته الشركة الألمانية “NSU” في العام 1961، وبترخيص منها، ولقد كفلت محركات مازدا هذه أداءً أقوى وأفضل بينما كانت أصغر حجماً، وهو تحديداً ما أبرز ابتكار وإبداع مازدا في هذا الأمر، مما منحها سمعة طيبة وإقبالاً متزايداً من الجمهور على سياراتها التي ضمت هذه المحركات، ومن أبرز هذه السيارات؛ سيارة مازدا لوس R130 كوبيه – Mazda Luce R130 Coupe التي تم إصدارها في العام 1969، ومركبة مازدا روتاري بيك اب – Mazda Rotary Pickup (REPU) التي أصدرتها الشركة في العام 1974، وسيارة مازدا باركواي روتاري 26 – Mazda Parkway Rotary 26 التي أُنتجت في العام 1974 أيضاً، وسيارة مازدا RX-8 – Mazda RX-8 التي تم إصدارها في العام 2003 وكانت واحدة من أشهر سيارات مازداً وأكثرها تميّزاً. 

اقرأ:  معلومات شاملة عن وكالة سيارات بورش في الإمارات

الأكثر مبيعاً في العالم 

سيارة مازدا مميزة
دخلت سيارة مازدا MX5 موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية في العام 2000 بوصفها أكثر سيارة رياضية بمقعدين تحقيقاً للمبيعات على الإطلاق في العالم في.

لقد أسهم محرك مازدا الدوّار أيّما إسهام في شهرة العلامة التجارية وفاعلية سياراتها وكفاءتها وإقبال الجمهور عليها، وذلك جنباً إلى جنب مع ما قدمته مازدا من تقنيات وابتكارات أدائية موثوقة ومؤثرة، وتصاميم أنيقة وجذّابة طوال مسيرتها وصولاً إلى العام 1967 الذي غزت فيه سيارات مازدا ذات المحركات الدوّارة السوق العالمية وبالتحديد الأسواق الأوروبية والأمريكية، ولقد كان من أبرز هذه السيارات؛ سيارة مازدا فاميليا، ومازدا لوس، ومازدا R100، ومازدا RX-2، لتتصدر سيارات مازدا في سنوات قليلة قائمة السيارات الأكثر مبيعاً في العالم آنذاك، ومع العام 1974؛ باتت مازدا واحدةً من أكبر عشر شركات مصنّعة للسيارات في العام نظراً لصعود سهمها وارتفاع منسوب إنتاجاتها ومبيعاتها في العالم من سياراتها المختلفة ذات المحركات الدوّارة.

كما تمكّنت مازدا من إحداث علامات فارقة عبر سيارتها الاستثنائية، ومنها سيارة مازدا RX-7 الرياضية ذات المحرّك الدوّار التي تم إنتاجها في نوفمبر من العام 1978 باعتبارها سيارة مازدا ذات المحرك الدوّار رقم مليون، ولقد استطاعت RX-7 إحراز لقب السيارة الرياضية الأكثر مبيعاً في العالم خلال العام 1979، إلى جانب تحقيقها انتصارات في الميادين الرياضية بفوزها في بطولة IMSA الأمريكية لثمانِ نسخ متتالية، والفوز في بطولة “سبا فرانكورشان على مدار 24 ساعة – the 24-hour Spa-Francorchamps”، ويُذكر أنه تم إصدار هذه السيارة الفائقة بثلاثة أجيال حتى العام 2002 وبمزيدٍ من التحسينات والتطويرات المبتكرة والمستمرة عليها جيلاً بعد آخر. 

كذلك فلقد استحقت سيارة “الرودستر” مازدا MX-5 بجدارةٍ وصفها بأنها نموجاً يحتذى به من في صناعة السيارات الرياضية المكشوفة، نظراً لما حققته سيارة الرودستر الكلاسيكية هذه من نجاح باهر وتفوق لافتٍ على مر سنوات إنتاجها منذ العام 1989 بمحركٍ أمامي ودفع خلفي حتى اليوم بما تحمله من تقنيات وعناصر أداء وتصميم استثنائية ومبتكرة، ولقد كان الإقبال الكبير عليها عطفاً على مواصفاتها الفائقة، هو الأمر الذي أهّلها في العام 2000 لدخول موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية بوصفها أكثر سيارة رياضية بمقعدين تحقيقاً للمبيعات على الإطلاق في العالم، ومن الجدير بالذكر أنه تم طرح أكثر من مليون نسخة من هذه السيارة حتى العام 2015 بناءً على ما تستمر في تحقيقه من نجاحاتٍ مبهجة وجذابة ضمن قطاع السيارات في العالم.

الشراكة مع فورد وتويوتا 

مرّت شركة مازدا بأوقات مضطربة بفعل تقلبات العملة في بعض أسواق التصدير وما إلى هنالك من الأزمات الأخرى التي استطاعت في عديد من الأحيان الصمود في وجهها وتجاوزها، فيما استعانت بأحيان أخرى بشركاء يأخذون بيدها لتبقى ثابتةً على جادّة الكبار وطريق النجاح، فعلى الرغم من تعزيز مبيعات مازدا في تسعينيات القرن الماضي عبر ما أطلقته الشركة من علامات تجارية فرعية مثل إينوس، وأوتوزام، وأوتوراما، وأفيني، وبطرازاتها الأنيقة والمبتكرة تقنياً مثل Xedos 6 و Xedos 9، إلا أن تنوع العلامات التجارية قد خلق مشاكل في التوزيع لدى مازدا، الأمر الذي دفع بها نحو تعزيز الشراكة مع فورد وإقامة علاقة مالية أوثق معها للخروج سريعاً من الأزمة، مما رفع حصة شركة فورد من الأسهم في مازدا إلى 33.4% في العام 1996.

إلا أن رؤية مازدا المثالية للخروج من الأزمات كانت دائماً ما تتمثل في الاعتماد على نفسها والسير بمفردها في طريقها للنجاح والنهضة، ولذا فلقد اختارت في هذا الوقت العودة تدريجياً إلى جوهر علامتها التجارية بالتزامن مع انخفاض أسهم فورد في مازدا تدريجياً كذلك؛ إذ انخفضت في العام 2008 إلى 11% لتصل في العام 2014 عند 2.1% فقط، ومع بلوغ الربع الثالث من العام 2015 كانت قد تخلت فورد عن حصتها في مازدا بالكامل.

وتجدر الإشارة هنا إلى وجود شراكة ما بين مازدا وتويوتا في بعض المنتجات؛ إذ تحتفظ شركة تويوتا بحصة 5% من الأسهم في مازدا، في حين تملك مازدا حصة بنسبة 0.25% من الأسهم في شركة تويوتا، وذلك مع الإشارة إلى تطوير مازدا لمنصاتها ومحركاتها الخاصة بمفردها، وإجرائها أبحاثها وتطويراتها واختباراتها الخاصة، وتوريدها إنتاجاتها إلى السوق بشكل مستقل. 

أنظمة الطاقة المستدامة من مازدا

محرك سيارة مازدا
أطلقت مازدا نظام Mazda3 SKYACTIV HYBRID وأدرجته في سياراتها منذ العام 2013 بما يمزج بين البنزين والدفع الكهربائي في تشغيل سيارات مازدا.

لطالما كان أمر الطاقة المستدامة وتخفيض استهلاك الوقود يشغل حيزاً كبيراً من اهتمام مازاد ليتضاعف هذا الاهتمام مع مطلع الألفية الثانية أكثر من أي وقت مضى، وذلك على خلفية التغيرات المناخية وما رافقها من نذر عالمية متعلّقة بمصادر الطاقة من جهة، والانبعاثات الضارة من جهة أخرى، أضف إلى ذلك سعي الشركة لتعزيز كفاءة استهلاك الوقود في سياراتها؛ وعلاوة على تمكّن مازدا من تقليل استهلاك الوقود في المركبات المباعة بنسبة 30% بين عامي 2001 و2008، فلقد خرجت الشركة بمفهوم وبرنامج Zoom-Zoom للاستدامة طويلة الأجل في العام 2007 وهو الذي هدف إلى تقليل الاستهلاك العالمي لأسطول مازدا بنسبة 30٪ أخرى بحلول العام 2015، وذلك اعتماداً على محركٍ جديد وإنتاج مركبات جديدة تلبي هذه الغاية.

اقرأ:  معلومات شاملة عن شهادة تأهيل سائق التوصيل في دبي

وفي العام 2008؛ أدرجت مازدا تقنية خلايا الوقود المتقدمة في سياراتها بعد أبحاث مكثّفة قامت بإجرائها بغية الاهتمام بالحفاظ على البيئة مع الالتزام بالأداء المتفوق لسيارات مازدا، كما استخدمت الهيدروجين كمصدر بديل للطاقة في المحرك الدوار للهيدروجين RENESIS، وكذلك فلقد ابتكرت مازدا مفهوم سكاي أكتيف في العام 2010 وهو الذي يجمع ما بين الاستهلاك المنخفض للطاقة والحد الأدنى من الانبعاثات والأداء المتميز عبر تطويرها حزمة تقنية غير تقليدية تشمل أجهزة السلامة، والهيكل المتين وخفيف الوزن، وناقل الحركة المبتكر، والمحركات عالية الكفاءة مع أعلى نسبة ضغط في العالم، مما مكّن سيارة مازدا من التوفيق بشكل متناغم بين الكفاءة القصوى ومتعة القيادة والأمان.

ومع الوصول إلى العام 2012؛ كان قد تم بيع مليون نسخة من سيارات مازدا التي تعتمد على نظام SKYACTIV الذي كان مُدرجاً في كلٍ من سيارة مازدا 3 ومازدا 6 ومازدا CX5، كما ابتكرت وصمّمت مازدا في العام نفسه نظام “KODO – Soul of Motion” المستوحى من قوة وجمال الحركات الطبيعية للحيوانات وتم تطبيقه في سيارة مازدا CX5 لتكون أول سيارة من مازدا تشتمل على هذا النظام.

ولم تتوان مازدا عن ابتكارات أنظمة القيادة الهجينة HYBRID بطبيعة الحال؛ إذ أطلقت نظام Mazda3 SKYACTIV HYBRID وأدرجته في سياراتها منذ العام 2013 بما يمزج بين البنزين والدفع الكهربائي في تشغيل سيارات مازدا.

انتصارات مازدا في سباقات السيارات 

سيارة سباق من مازدا
توالت نجاحات مازدا في أنواع مختلفة من سباقات السيارات، واستطاعت تحقيق أرقامٍ قياسيةٍ تاريخيةٍ ورائدةٍ في حلبات السباق بسياراتها الفريدة والمتميزة.

اهتمت مازدا بسباقات السرعة منذ وقتٍ مبكر نسبةً لتاريخ تأسيسها، ولقد حالفها النصر في العديد من حلبات السباق تِبعاً لما قدمته من عناصر أداء متقدمة ومتطورة، فلقد بدأت مسيرة انتصاراتها منذ العام 1930 حينما فازت دراجة مازدا النارية بسباق للسرعة آنذاك، مما أدّى إلى توسيع رقعة حضورها وعلوّ سيط كفاءتها في العالم، ولقد توالت نجاحات مازدا في أنواع مختلفة من سباقات السيارات، واستطاعت تحقيق أرقامٍ قياسيةٍ تاريخيةٍ ورائدةٍ في حلبات السباق باستخدام محركات سياراتها الدوّارة الشهيرة، ولعل أهم ما أحرزته مازدا من انتصارات في ميادين سباقات السيارات؛ هي التي نسردها تالياً: 

  • احتلت سيارة مازدا RX-3 المركز الخامس في سباق باثورست للسيارات في العام 1975
  • أصبحت سيارة مازدا RX-7 أول سيارة يابانية تفوز في سباق سبا فرانكورشان للعام 1981
  • أحدثت سيارة مازدا 787B وقعاً وصدى قوياً بكونها أول سيارة يابانية تفوز بسباق Le Mans العالمي للقدرة في العام 1991
  • فازت سيارة مازدا RX-7 التاريخية فائقة القدرة لثمانِ نسخ متتالية في بطولة IMSA الأمريكية 

ومن الجدير بالذكر أنها كانت سيارات مازدا مثل 787B وRX-7 وRT24-P وMXR-01 وTCR من بين أفضل السيارات الرياضية التي فازت في مسابقات السباق أو أحرزت مراتب متقدمة فيها، ومراكمةً على تصميم وإنتاج مازدا بعض أفضل السيارات الرياضية الشهيرة في العالم؛ فإن مازدا تكمل طريقها على قدمٍ وساق في هذا الشأن الذي تعززه اليوم فلسفة تصميم Mazda KODO وتسهم فيه عبر تحقيقها تصميم عالي الجودة في سيارات مازدا التنافسية.

مازدا في الأفلام 

سيارة مازدا RX7
ظهرت سيارة مازدا RX-7 المميزة ضمن سيارات فيلم Fast and Furious الشهير على مدى جزئين من الفيلم.

من بين الحقائق اللافتة والشيّقة عن سيارات مازدا أيضاً؛ أنها ظهرت سيارة مازدا RX-7 المميزة ضمن سيارات فيلم Fast and Furious الشهير على مدى جزئين من الفيلم، وهو الأمر الذي يؤكد على كفاءة السيارة ويُعزز صورتها قدراتها الأدائية وإمكاناتها الاستثنائية في سباقات السيارات وقطاع إنتاج المركبات في العالم أجمع.

متحف مازدا 

افتتحت مازدا في العام 2017 متحفاً يعرض سياراتها الاستثنائية ومحطاتها التاريخية وإسهاماتها البارزة في تقنيات وابتكارات السيارات والمركبات، ويقدم المعرض الذي تم إنشاؤه في مدينة اوغسبورغ الألمانية؛ معلومات وفيرة وفعاليات رائعة تأخذ الزوّار إلى عالم صناعة السيارات اليابانية وفي مقدمتها مازد ليكتشفوا تاريخ الشركة وسياراتها بشكلٍ أعمق وليحظون بكرم الضيافة من مازدا الرائعة.

بهذا نكون قد قدّمنا لك في هذا المقال معلومات وافية وشاملة عن تاريخ مازدا العريق والمكتنز بالمحطات الجديرة بالوقوف والاطّلاع عليها، كما سردنا حقائق عن سيارات مازدا المميزة والتي وضعت بصمة دامغة لها في قطاع إنتاج السيارات العالمي.

إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات المهمّة وقراءة العديد من المقالات الأخرى الشيّقة عن عالم السيارات؛ فإننا ندعوك لتفقد مدونة دوبيزل للسيارات والبقاء على اطّلاع بكل جديد. 

اترك تعليقاً