تتيح معظم السيارات والمركبات الحديثة للسائقين الاختيار من بين أوضاع مختلفة للقيادة، مما يمكّنهم من اختيار الطريقة التي يفضلون القيادة بها في الظروف المختلفة، وفي حين تكون بعض أوضاع القيادة شائعة في معظم السيارات بغض النظر عن النوع أو الطراز؛ فإنه تقتصر بعض الأنظمة والأوضاع على أنواع وطُرز محددة من السيارات، وبشكلٍ عام؛ يكون الفرق والتأثير الفرق بين انظمة قيادة السيارة بشكلٍ كبير على تجربة القيادة بالنسبة للسائقين؛ إذ يساعدهم اختيار وضع القيادة المناسب في الحصول على أفضل أداء بناءً على تفضيلاتهم وظروف القيادة المحيطة بهم.
في هذا المقال؛ سنوضح الفرق بين اوضاع قيادة السيارة ونقدم شرحاً موجزاً عن تأثير هذه الأوضاع والأنظمة المختلفة على أداء السيارات والمركبات، وانسجامه مع ظروف القيادة إلى جانب توافقها مع تفضيلات السائقين.
الفرق بين اوضاع قيادة السيارة
يمكن لسائقي المركبات والسيارات الحديثة الاختيار والتبديل بين أوضاع وأنظمة القيادة المختلفة بكبسة زر واحدة، ليحظون بتجربة قيادة ملائمة لظروف الطريق التي يسيرون عليها، وليتوافق أداء السيارة مع تفضيلاتهم وغاياتهم الأدائية التي يرغبون بتحقيقها أثناء القيادة، ويمكن القول أنه يتضح الفرق بين انظمة قيادة السيارة من مسمياتها، كما أنها عادةً ما تشمل أنظمة وأوضاع القيادة المتوفرة في معظم السيارات الحديثة كلاً من نظام سبورت أو الوضع الرياضي، ونظام كومفرت أو وضع الراحة، ونظام سنو أو المعروف أيضاً بوضع الثلج، ونظام تراك الشهير بمسمى وضع المسار، والوضع الاقتصادي أو نظام ايكو في السيارات أضف إلى ذلك نظام الأوف رود أو وضع الطرق الوعرة، ونظام “كستم” أو الوضع المخصص.
لنكتشف سوياً الفرق بين انظمة قيادة السيارة التي ذكرناها آنفين فيما يلي:
نظام كومفرت أو وضع الراحة أو النظام العادي
يعد نظام كومفرت أو وضع الراحة مثالياً للتنقلات الطويلة في السيارة، إذ يضمن هذا الوضع المعروف باسم الوضع العادي أيضاً؛ سلاسة عمل السيارة وقيامها وتوفيرها قيادة مريحة للسائقين، كما يمكن القول أن نظام كومفرت يعوّض الفرق بين نظام ايكو وسبورت عبر تحقيقه توازناً جيداً بين إعدادات كلٍ من الوضعين، مما يحقق أمراً مثالياً للتنقّل اليومي.
كما أنه يسهم نظام كومفرت أو وضع الراحة بجعل نظام التعليق في السيارات على أنعم وأسلس حال له، مما يوفّر مرونة وسلاسة في تجاوز السيارة للمطبات أو منعرجات ومعيقات وحفر الطريق، ومن الجدير بالذكر كذلك؛ أنه يتم تخفيف عجلة القيادة عن اختيار نظام كومفرت أو الوضع العادي، وذلك لتحقيق الحد الأدنى من المجهود المطلوب في القيادة من السائق، في حين يتم التبديل بين التروس في وقت مبكر لضمان جودة قيادة أكثر دقةً وثباتاً حيال اختيار هذا النظام أو الوضع لقيادة السيارة.
نظام ايكو في السيارات
يتميز الوضع الاقتصادي أو نظام ايكو في السيارات بكونه يحقق قيادة صديق للبيئة؛ إذ يقلل من استهلاك الوقود جنباً إلى جنب مع تحسينه لكفاءة أداء السيارة، بحيث يتم التبديل بين التروس بطريقة لا تزيد فيها سرعة المحرك، ويكون الخانق أقل استجابة مع هذا الوضع، مما يؤدي إلى تقليل استهلاك الوقود والمسافة المقطوعة.
ولتحقيق هذه الغاية جنباً إلى جنب مع تقليل الضغط على المحرك؛ فقد يعمل الوضع الاقتصادي أو نظام ايكو في السيارات على تخفيض إمكانية التحكم في المناخ داخل السيارة وتسخين المقاعد فيها، كما يمكن أن تتأثر سرعة السيارة بأن تبدو أبطأ عند اختيار نظام ايكو في السيارات، ولذا فلا تتيح السيارات الرياضية خيار الوضع الاقتصادي.
وفي حين يعد نظام ايكو في السيارات مثالياً للتنقلات اليومية، فإن نظام ايكو برو أو الوضع الاقتصادي الاحترافي يأتي بصيغة أكثر تطوراً من نظام ايكو العادي بحيث يركز على تخفيض استهلاك الوقود رفقة التركيز على كفاءة أداء السيارات عند اختياره.
نظام سبورت أو الوضع الرياضي أو نظام الطاقة
يتبدّى الفرق بين نظام ايكو وسبورت بشكلٍ جليّ الوضوح في السيارات، إذ أنه في الوقت الذي ينصب فيه جُلّ تركيز نظام ايكو في السيارات على تقليل استهلاكها من الوقود وتقليص عناصر الأداء إلى الحد الأدنى الذي يمكّن السيارة من السير بكفاءة جيدة؛ فإن نظام سبورت أو نمط القيادة الرياضية الذي غالباً ما يكون متوفراً في السيارات الرياضية بحظوظ أكبر من حيث توفره في السيارات العادية؛ وهو يقوم بإطلاق العنان لعناصر الأداء في السيارات مما ينعكس عليها بزيادة الاستهلاك من الوقود بطبيعة الحال، إذ يتم ضبط إعدادات نظام التعليق في السيارة بشكلٍ أكثر انطلاقاً وطاقةً لتعمل بصرامة أكبر لدى اختيار نظام سبورت أو الوضع الرياضي، كما يتم شحذ استجابة دواسة الوقود لتلبي عنفوان القيادة، مما يؤدي إلى تسارع السيارة بسهولة وسرعة كبيرة مقارنة بأنظمة وأوضاع القيادة الأخرى، وقد يفتح صمام العادم بقدرٍ أكبر للحصول على صوت أكثر دوياً.
ويشار إلى حاجة محركات السيارات إلى المزيد من الوقود لدى اختيار نظام سبورت لزيادة قوة السيارة وانطلاقها، ومع كل ما سبق من مواصفات أدائية في نظام سبورت؛ إلا أنها تختلف مستويات الأداء في هذا الوضع اعتماداً على ما تدرجه الشركات المصنعة للسيارات من مواصفات إلى جانب اختلاف طرازات السيارات التي تتيح نظام سبورت كخيارٍ من خيارات أوضاع القيادة.
نظام تراك أو سبورت بلس أو كورسا أو وضع المسار
يتحدد توفر نظام تراك بالسيارات الرياضية فقط، ولدى الحديث عن الفرق بين انظمة قيادة السيارة أو أوضاعها؛ فإن نظام تراك أو وضع المسار يختص بالعمل على تحسين أداء السيارة وتفعيل خصائصها المناسبة لمضامير السباق، الأمر الذي يأتي على حساب استهلاك الوقود وبذل المجهود الأكبر للسيارة بطبيعة الحال، إذ يعتبر نظام تراك أو وضع المسار الإعداد الأكثر حدّية وصرامة من بين أنظمة وأوضاع قيادة السيارات، ويستخدم فقط على حلبات السباق.
نظام سنو أو وضع الثلج أو الشتاء
يضمن نظام سنو أو وضع الثلج قوة جر وأداء أفضل للسيارات، مما يساعد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الباردة أو التي تشهد ثلوجاً وجليداً على القيادة بسهولة أكبر وبأداءٍ أفضل، كما يُعرف نظام سنو بوضع الشتاء تِبعاً لمساعدته السائقين على القيادة بأمان في الأجواء الماطرة أو أجواء الثلج، جنباً إلى جنبٍ مع مساعدته إياهم على التعامل مع ظروف الطريق والمواقف الصعبة التي يمكن تتعرض لها سياراتهم وتعلق فيها أثناء الشتاء كما هو الحال في الظروف الثلجية أيضاً.
ويتمثل الفرق بين انظمة قيادة السيارة فيما يخص نظام سنو؛ بأنه يقوم بتغيير وضعية دواسة الوقود وناقل الحركة بحيث يبدأ تشغيل السيارة بقوة منخفضة وعزم دوران أقل، الأمر الذي تتبدّى فاعليته في منع عجلات السيارة من الدوران وتحسين قوة الجر للسيارات في ظروف الثلج أو الشتاء.
كما يساعد نظام سنو أو وضع الثلج السائقين في الحفاظ على سلامتهم أثناء القيادة في الأجواء الصعبة، إذ عادة ما يتم تقليل قوة الكبح لتوفير مزيد من الثبات في ظروف الطرق الثلجية أو التي تشهد أمطاراً، ذلك إلى جانب توفير التحكم الأكبر في الجر للسائقين لزيادة تماسك السيارة، واختيار السيارات الأوتوماتيكية أعلى ترس ممكن للمساعدة في استقرار السيارة عند اختيار نظام سنو أو وضع الثلج للقيادة.
نظام أوف رود أو وضع الطرق الوعرة | نظام الأوف ردو
على الرغم من الفرق بين انظمة قيادة السيارة وأوضاعها؛ إلا أن نظام أوف رود أو وضع القيادة على الطرق الوعرة يقترب بآلية عمله ومواصفاته إلى حدٍ كبير من مواصفات وميزات نظام سنو، وذلك مع الاختلاف في الغاية من كلٍ نظام؛ إذ يعمل نظام أوف رود أو وضع الطرق الوعرة على تحسين الجر حينما تكون الطريق أسفل إطارات السيارة وعرة أو متعرجة، كما أنه قد يعمل على رفع السيارة للحصول على “خلوص أرضي” أفضل أو توفير مسافة أكبر ما بين هيكل السيارة والطريق إذا كانت السيارة تحتوي على نظام تعليق قابل للتعديل.
ويشار هنا إلى أنها عادةً ما تأتي المركبات والسيارات الحديثة المختلفة بشكل قياسي مع ميزات مختلفة للتعامل مع مثل هذه الطرق ومن هذه الميزات والأنظمة نظام مساعد نزول المنحدرات، إلى جانب نظام الزحف في سيارات الدفع الرباعي، أضف إلى ذلك نظام الدفلوك في السيارة، ناهيك عن نظام التحكم في الجر وغيره من الأنظمة والميزات الأخرى التي يمكن الاستعانة بها أن كانت متوفرة، وذلك بما يوافق حالة الطرق الوعرة ويناسبها.
نظام كستم أو الوضع المخصص
يسمح هذا الوضع للسائق إجراء تغييرات في بعض الإعدادات بما يتناسب مع تفضيلات القيادة الخاصة به، ويمكن الجمع من خلاله بين عناصر الفرق بين انظمة قيادة السيارة وأوضاعها، وفي حين أن نظام كستم أو الوضع المخصص يوفّر المزيد من المرونة للسائق؛ فإنه يحدده بمجموعة معيّنة من عناصر الأداء التي يمكن اختيارها، ويفرض قيوداً على عناصر أخرى للحفاظ على اتزان السيارة وتحقيق قيادة آمنة وفعّالة.
بهذا نكون قد قدّمنا لك في هذا المقال معلومات وافية وشاملة عن الفرق بين انظمة قيادة السيارة بما يشمل توضيحاً عن كلٍ من أشهرها وأكثرها شيوعاً في السيارات بما يبيّن الفرق بين اوضاع قيادة السيارة وأنظمتها المختلفة.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات المهمّة وقراءة العديد من المقالات الشيّقة عن عالم السيارات؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدونة دوبيزل للسيارات والبقاء على اطّلاعٍ بكل جديد.
