تخطى إلى المحتوى

مستشار أممي: تضارب تصريحات ماكرون مع أعضاء الناتو حول إرسال قوات لأوكرانيا يكشف الفوضي داخل الحلف

بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المثيرة للجدل، حول إرسال قوات غربية لأوكرانيا، ما أثار حفيظة موسكو واستنكار وأوروبا، ونفي حلف شمال الأطلنطي “الناتو”، اعتبر مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى أوليفييه دوزون أن تضارب التصريحات حول إرسال القوات الغربية لأوروبا تكشف انقسامات وحالة من الفوضى داخل الحلف.

وقال دوزون في تصريحات خاصة لـ””: إن الجدال الدائر داخل حلف شمال الأطلسي حول إمكانية التدخل التقليدي من جانب أعضائه في أوكرانيا تكشف عن مستوى معين من الفوضى داخل الحلف.

وأوضح أن حلف شمال الأطلسي يدرس إمكانية حدوث اختراق روسي عبر خط التماس في وقت لاحق من هذا العام، موضحاً أنه لا يزال غير متأكد من كيفية الرد إذا حدث ذلك.

واستضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر من 20 زعيما أوروبيا في باريس في 26 فبراير الجاري، لمناقشة الخطوات التالية في أوكرانيا، بما في ذلك إمكانية التدخل التقليدي لحلف شمال الأطلسي.

وقال دوزون إن الناتو يستبعد التدخل العسكري في أوكرانيا لأسباب “الغموض الاستراتيجي” فق، في حين لم تسفر المناقشات عن أي نتائج، حول الإجماع على هذه المسألة، ما يعكس انقسام أعضاء الحلف.

وتابع دوزون أن ماكرون لم يرغب في توضيح الموقف الفرنسي، مشيراً إلى أنه يفترض “غموضا استراتيجيا”.

ووفقاً للمستشار الأممي فإنه من حسن الحظ أن بعض البلدان تمكنت من إظهار البصيرة والوضوح فيما يتعلق باحتمال التدخل العسكري في أوكرانيا، وخاصة بين الدول الأعضاء في مجموعة فيسيجراد الذين أعلنوا صراحاً رفضهم لهذا التدخل.

استنكار أوروبي

وهكذا أكد رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، أن براغ لا تنوي إرسال قوات إلى أوكرانيا، مؤكدا أنه “لا داعي للقلق على أحد” .

وفي وارسو، قال رئيس الوزراء دونالد توسك إنه “مستعد للمشاركة في أي مبادرة تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا”، لكنه استبعد إرسال قوات.

اقرأ:  مكتب التدقيق البريطاني: تكلفة برنامج ترحيل اللاجئين لرواندا قد ترتفع إلى 500 مليون إسترليني

من جانبه، قال وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، إنه يرفض بشكل قاطع الفكرة التي طرحها الرئيس الفرنسي، مضيفاً:” موقفنا ثابت للغاية: نحن لسنا على استعداد لإرسال أسلحة أو قوات إلى أوكرانيا”.

وقدر الرئيس السلوفاكي روبرت فيكو، المنتخب عام 2023، أن مثل هذا الإرسال للقوات سيؤدي إلى “تصعيد كبير”، واصفا مؤتمر باريس بأنه “اجتماع قتالي”.

أما بالنسبة للسويد، فقد قال رئيس الوزراء أولف كريسترسون على قناة التلفزيون العامة “إس.في.تي” إن إرسال قوات إلى أوكرانيا “ليس له أهمية على الإطلاق في الوقت الحالي”، مضيفًا أن “التقليد المشاركة العسكرية الفرنسية ليس التقليد السويدي”. لم تشهد ستوكهولم أي صراع منذ اشتباكها مع النرويج عام 1814.

وماذا عن المستشار الألماني أولاف شولتز؟

أما في برلين، فكانت تصريحات المستشار الألماني أولاف شولتز مقتضبة جداً، قائلاً:” لن يتم إرسال “جنود” من أوروبا أو حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا.

وعاد دوزون، متسائلاً:”هل ذكر وزير الدفاع الألماني أوسكار بيستوريوس “اقتراحاً للتفكير من الرئيس ماكرون يبدو أنه لم يتبعه أحد؟”.

وفي بريطانيا، تم اتخاذ نفس الموقف، حيث قال متحدث باسم رئيس الوزراء إن المملكة المتحدة لا تخطط “للا انتشار واسع النطاق”.

في إسبانيا، أوضح المتحدث باسم الحكومة أن مدريد “لا توافق” على فكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا.

غموض أمريكي

وبالنسبة لواشنطن، فلم يتم حتى الآن صياغة أي رد فعل رسمي على تصريحات ماكرون.

تحفظ الكرملين

وبالنسبة لموسكو، فإن الكرملين لا يفشل في تحذير الغرب: إن إرسال قوات إلى أوكرانيا “لن يكون في مصلحة” الغرب.

في الواقع، عندما سُئل عن خطر نشوب صراع مباشر بين الناتو وروسيا، في حالة وجود عسكري في أوكرانيا، أجاب ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قائلاً: “في هذه الحالة، لا ينبغي لنا أن نتحدث عن الاحتمال، بل عن الحتمية”.

اقرأ:  آثار الفيوم تنظم ندوة عن التنقيب غير المشروع عن الآثار وأثره على الاقتصاد المصري

وتابع دوزون :” مع ذلك، فإن إعلان ماكرون بشأن احتمال إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا أثار مشاعر مشروعة للغاية في فرنسا وخارجها.

انتقاد المعارضة الفرنسية

وانتقدت المعارضة الفرنسية “الإعلان المحفوف بعواقب وخيمة” دون “أدنى نقاش برلماني”، إذ تساءل البرلماني عن إقليم “ألب مارتيم” إريك سيوتي : “هل هذا الموقف مدروس حقًا؟”.

أما جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني (يمين متطرف)، فقد اعتبر أيضًا على منصة “إكس” أن ماكرون “يفقد أعصابه”.

اترك تعليقاً