تخطى إلى المحتوى

لماذا فشلت سوريا في حرب أكتوبر وانتصرت مصر؟

لعلك تعلم أن سوريا عانت من الاحتلال الإسرائيلي كما عانت مصر أيضا بعد هزيمة 1967، وشاركت في حرب أكتوبر 1973 لتحرير أرضها المحتلة وتحديدا هضبة الجولان، لكنك قد لا تعرف لماذا فشلت سوريا في تحرير أرضها ونجحت مصر؟

دعنا نرجع قليلا إلى تفاصيل وبداية الاحتلال في سوريا، لننتقل إلى حرب 1973 في سوريا ونهايتها.

سوريا محتلة

استشعرت إسرائيل الخطر على أمنها في المنطقة بعد التحرك السوري ضد المستعمرات الإسرائيلية على الجبهة السورية والأردنية ودعمها لفلسطين وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، فضلا عن الحملات العسكرية المصرية في قناة السويس، فجاء القرار بالهجوم ضد مصر وسوريا وحماية أمن وسلامة إسرائيل، وبالفعل نزلت القوات الإسرائيلية على سوريا ومصر يوم 5 يونيو 1967.

بدأت إسرائيل في شن غارات جوية على سوريا لتدمر ثلثي السلاح الجوي السوري ويتراجع الثلث الأخير، وتبدأ سوريا في تعديل خططتها والاستعانة بمزيد من الجنود، لكن “تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”،  فقد تم تدمير وغرق عدد كبير من الدبابات السورية، وفقدان الاتصال بين وحدات المدرعات والمشاة.

ومن ناحية أخرى، بدأت إسرائيل في شن هجوم بري يوم 9 يونيو حيث أعلن موشا دايان، وزير الدفاع الاسرائيلي أن سوريا لم توقف القتال وشنت هجوم على الجليل، كذلك تدعم المنظمات الفلسطينية، ومن هنا جاء اختراق الجولان التي دافعت القوات السورية عنها بإستماتة، ودارت معارك عنيفة للغاية بين القوات السورية والإسرائيلية، دمرت خلالها عدد هائل من الأسلحة البرية والجوية، وراح ضحيتها قتلى وجرحى من الجنود الإسرائليين والسوريين، لتقع الجولان مساء يوم 9 يونيو في قبضة إسرائيل.

قرار الحرب

عانت سوريا كما عانت مصر من الاحتلال الإسرائيلي وانتزاع جزء من أرضها لمدة 6 سنوات حتى اتفق الرئيس السوري حافظ الأسد مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات على وضع خطة سرية للحرب ضد إسرائيل وتحرير أراضيهم بمشاركة عدد من الدول العربية، وجاء القرار بحرب أكتوبر 1973، ليتزامن مع احتفال اليهود بيوم الغفران، ويبدأ الهجوم من الجانب المصري والسوري في نفس التوقيت الساعة 2:00 ظهرا، لتنطلق أكثر من 10 ألوية مدرعة سورية و5 ألوية آلية و12 لواء مشاة وكتيبة مظليين ومجموعة صاعقة، وأكثر من  000, 100 جندي سوري نحو الجولان.

اقرأ:  تقديم الصف الأول الثانوي خدمات 2023 الرابط وآخر موعد للتسجيل

الحرب

نجحت القوات السورية في شن هجمتها ضد إسرائيل وإرباكها، كذلك اختراق خط الدفاع الإسرائيلي والتحصينات الهائلة في الجولان وهدم مواقع وتجمعات عسكرية إسرائيلية، لتنجح سوريا في 7 أكتوبر في السيطرة على قمة جبل الشيخ، والدخول نحو 20 كم في عمق الجولان ورفع العلم السوري.

وما إن أدركت القوات الإسرائيلية هذه الهجمات المفاجئة حتى حشدت قوتها ووضعت خطتها لتشن هجوما مضادا يوم 8 أكتوبر، وتدور معارك عنيفة شاركت فيها قوات عراقية بجانب سوريا واستمرت حتى يوم 10 أكتوبر، وتحول الموقف لصالح إسرائيل بشكل كبير حيث تمكنت من السيطرة على عدد كبير من الأراضي السورية، وبدأت في الضغط على سوريا من ناحية منطقة القنيطرة ورغبتها في اختراق دمشق لتجبرها على طلب وقف القتال، حتى وصل الوضع إلى أقصى مرحلة من التعقيد يومي 13 و14 أكتوبر.

النهاية

استمر القتال حتى صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 يوم 22 أكتوبر بوقف إطلاق النار، وهو القرار الذي وافقت عليه مصر التي خططت للحرب مع سوريا لتحرير الأراضي المصرية السورية المحتلة.

خسرت سوريا حربها ضد إسرائيل في أكتوبر 1973 بعد ما تم تدمير جزء كبير جدا من أسلحتها البرية والجوية، ولم تعد قادرة على القتال العنيف مع إسرائيل في هذا الوقت، كذلك تأييد مصر لقرار مجلس الأمن بوقف القتال في سوريا أصابها بالذهول حسبما يرى محللون، لتخرج من الحرب بهزيمة وشرف، بينما استطاعت مصر في نفس الوقت الانتصار على إسرائيل بسلاح جوي وبري عنيف، استطاع أن يقهر إسرائيل ويواصل ضرباته وهجماته حتى توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وفي يوم 13 أكتوبر 1974 بدأت حرب استنزاف من جديد في سوريا، لتستمر 80 يوما، حتى توقيع اتفاقية فصل القوات السورية والإسرائيلية في 31 مايو 1974، وتنسحب إسرائيل من القنيطرة وأجزاء من الأراضي المحتلة، وتطوى قصة معركة سوريا ضد إسرائيل في أكتوبر، دون أن تحرر سوريا الجولان.

اقرأ:  تنسيق كلية الآثار 2023-2024 أدبي المرحلة الأولى بالدرجات في كل الجامعات

اترك تعليقاً