من الأسئلة التي تؤرق عدد كبير من المخطوبين هو كيف اتعامل مع خطيبي الشهواني.. تستيقظ في وقت متأخر من اليوم بحركات متثاقلة بطيئة وهم ثقيل، تداعب نسمات الهواء الندية خصلاتها لكن لا مفر من تذكر ما حدث ليلة أمس مع خطيبها، لا تعلم لماذا سمحت له بكل هذه التجاوزات؟
بلاشك، فترة الخطوبة من أهم الفترات التي نمر بها، ولكن قبل أن تدخل هذه المرحلة عليك أولًا أن تدرك أنها «خطوبة» وليس «جواز»، مما يعني أن ممارسات الأزواج ليس لها علاقة بكم في هذه المرحلة.
لا تنسي أيضًا أن هذه الممارسات تبدأ بالأفعال التي تراها معظم الفتيات طبيعية سواء كانت أحضان، قبلات، نصف علاقة جنسية، فحتى وإن قولتي لنفسك إنكِ ستتحكمين في الأمر فهذا ليس بصحيح لأن الخطأ سيتمادى معكم ما دامت الأمور مقبولة بينكم.
يؤكد متخصصون في العلاقات الأسرية، أنكِ مع الوقت ستحتقرين نفسك لأن لا شيء يبقى على حاله، فهذا الذي أعطيته أشياء ليست من حقه لمجرد أنه لا يجيد التحكم في شهوته، قد يتركك في يوم ما لأنه فتر العلاقة ولا يرغب في المزيد منكِ، لذلك كوني أنانية ولا تخضعي لأي مبررات يقولها حتى وإن اتهمك بالتخلف.
نصائح هدامة
تقول نرمين (اسم مستعار): «تزوجت بطريقة تقليدية ولم أكن أعلم أي شىء عن الارتباط، ففي البداية لم تكن هناك أي مشكلة عند التعامل مع خطيبي، ولكن قبل شهور من الزواج وجدته يحاول احتضاني وتقبيلي في منزلي بحجة أنه جاء ليصالحني نتيجة موقف خاطئ منه بحقي، وهنا لم اترك له المجال وأخذت موقفًا سريعًا وأظهرت ذلك في مكالمتنا التالية إلا أنه فاجأني بكلمات جنسية فأغلقت في وجهه الهاتف».
أضافت: «مرت الأيام ولم أخبر أحد من أهلي لأنه اعتذر وتدارك الموقف، ولكن قبل أيام من زواجنا وجدته استغل ذهابي معه لشراء أحد الأشياء الخاصة بالشقة وقام باحتضاني وتقبيلي عنوة مرة أخرى، ولشدة الصدمة لم أتحدث وذهبت لإحدى قريباتي وعندما حكيت لها وجدتها تقول أن الأمر طبيعي ويحدث بين المخطوبين».
واختتمت: «هنا عندما حدثني ليلًا وجدته يكرر نفس الكلمات الجنسية بشكل أبشع، لكنني كنت صامتة ولم أستطع فعل شيء، أو حتى أغلق الهاتف مثلما فعلت مسبقًا».
في هذا الجانب، ترى استشاري العلاقات الأسرية، شيرين عبدالعزيز، أن مرحلة الخطوبة لا تتعدى كونها مرحلة للتعارف بين الطرفين وذلك بعكس الزواج الذي تكتمل فيه العلاقة بينهما.
اندفاع الحب
أما أمنية (اسم مستعار)، فأزمتها كانت أكبر: «حينما أحببته شعرت بأنني لابد أن أكرس له كل شيء، مشاعري ونفسي وحياتي ومستقبلي ولأنه كان أقل مني في المستوى التعليمي، قررت أن أرسب متعمدة حتى لا أكون ذات مستوى علمي مرتفع».
«بالفعل مرت الأيام وأنا معه والأيام تحولت إلى شهور، حينها كنت أفعل ما يحلو له سواء كان ذلك أحضان، تقبيل أو حتى احتكاك جسدي، وأحيانًا كان الأمر يتحول إلى نصف علاقة».
توضح اسشارية العلاقات الأسرية: «عندما تسمحين له بلمس جسدك سيشعر بسعادة مؤقتة ستنتهي في الحال لكنه سيظل في حاله شك دائمة تجاهك، كما أنه سيصبح أكثر تشددًا في أي شىء يخصك بعد ذلك».
الثمن المرير
الأمر لم يختلف كثيرًا لدى مريم (اسم مستعار)، التي ارتبطت بطريقة تقليدية قائلة: «حينما تمت خطبتي كنت أظن أنني سأعيش ما أسمع عنه من صديقاتي ولكنني وجدت تحكم شديد من أهلي جعلني في ضيق من تصرفاتهم التي كان هو أيضًا رافض لها».
واستطردت: «حاولنا الاستقلال بأنفسنا، وهنا تدرجت العلاقة من لمسات إيدي إلى قبلات وأحضان حتى أن وصلت الأمور بيننا إلى ممارسة علاقة ولكن ليست كاملة».
وعن بعد الزواج من نفس الشخص، أوضحت «مريم»: «للأسف ممارستنا للعلاقة قبل الزواج تسبب في فقد المتعة بيننا بعد الزواج، وأصبحنا نمارس العلاقة كشىء إجرائي ليس به أي متعة».
في هذا الإطار، أوضحت استشاري العلاقات الأسرية، أن أفضل الطرق للتعامل في مثل هذه الأوقات هي الشدة تجاه هذه التصرفات ومنذ البداية، لافتة إلى أن الشباب يلجأون إلى مثل هذه التصرفات كنوعِ من أنواع جس النبض الذي بناءً عليه إما ستسمح الفتاة باستكمال التجاوز أو وضع حدود صارمة منذ البداية.
الحسم هو الحل
أما عن آراء الشباب حول الأزمة، فيقول (حسن. ع): «من السهل التحكم في شهوة الشباب وذلك بالامتناع عما يطلبوه ويرغبوه حتى وإن كرروه مئات المرات».
يتابع: «نحن الشباب قد نطلب ذلك ونحن في الأساس نختبر البنت، وأحيانًا لا يكون اختبار بقدر ما هو شهوة لم يستطع التحكم فيها لذلك إذا واجهت البنت مثل هذه المواقف يجب عليها أن تعنفه بكل الوسائل، أيضًا ألا تفتح معه بابًا حتى وإن كان بدون قصد لمثل هذه الأحاديث، وأخيرًا ألا تتواجد معه في مكان خالي من الأشخاص».
ونصحت شيرين عبدالعزيز المخطوبة: «لابد أن تتذكري دائمًا أن الأشياء تبهرنا في البداية، ثم بعد ذلك تبدأ أعيينا في رؤية العيوب وأحيانًا يصل الأمر إلى تركه نهائيًا بعد أن كان مبهورًا، لذا احرصي على جعله مبهورًا بكِ خلال هذه الفترة؛ لأن الرجل حينما يحصل على احتياجاته الفيسيولوجية لن يتعجل في الزواج منكِ مهما حدث».
هل إبلاغ الأسرة صح؟
أما (ندى.ح) فتقول: «هذه المواقف تحتاج لردود فعل حاسمة من قبل الفتيات، لذلك حينما تتعرض أي فتاة لذلك لابد من الرفض بشتى الوسائل وفي حال تكرار الأمر تُبلغ أهلها حتى يتم وضع نهاية للأمر».
وعن الطريقة المثلى للتعامل، قال «ممدوح»: «عندما تشعرين أنه يحاول التعمق في هذا الجانب، استخدمي ذكائك واجعليه ينشغل بأهدافكم الأكبر؛ لأنه حينما ينشغل عن الأهداف الكبرى سيذهب بتفكيره لا محالة في شهوته».
لم يختلف رأي إسلام ممدوح استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، فيقول: «إذا تنازلت الفتاة عن وضع حدود لخطيبها فلن تستطيع بعد ذلك السيطرة على أي تصرف من تصرفاته»، مطالبًا بضرورة استغلال هذه المشاعر بشكل إيجابي يعتمد على إنجاز الأهداف الكبيرة وليس الصغيرة.
رفض الوضع
بينما كان لـ (دعاء. ش) رأي مختلف نسبيًا: «عند التعرض لمثل هذه المواقف، إدخال الأهل يعتبر شيء خاطئ نسبيًا لأن الشهوة موجودة عند الطرفين، وإنما لابد أن تحجمها مادامت واثقة في حبه لها».
وأضافت: «يجب أولًا ألا تتقبل الموقف لأن هذا سيعني مزيدًا من التكرار وإنما الحسم السريع سيكون مفيدًا، ثانيًا تحدث معه بكلمات أن هذا الوقت يجب أن نستغله فقط لمعرفة بعضنا البعض وليس لممارسة الشهوات التي سيأتي لها يومًا وتمارس بشكل طبيعي».
حب الخطوبة روحي لا جسدي
يرى الاخصائي الاجتماعي بوحدة الاستماع والإرشاد النفسي بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، أحمد سعد: «بالرغم من أن الفتيات تعلم جيدًا خطورة ما يوافقن عليه إلا إنهم يدخلون أنفسهم في طريق يندمون عليه»، لافتًا إلى أن هذه التجاوزات تدخل ضمن «الانتهاكات الصارخة لجسد المرأة».
إذن ما الحل؟ طالب «سعد» الفتيات باستخدام عقولهن لا قلوبهن في هذه الفترة، مضيفًا: «عندما يحاول فعل هذه التجاوزات معكِ حاولي أن تتحدثي معه عن مدى ضرر ذلك على نفسيتك، ولا تنسي أن مدى اقتناعك بما تقوليه هو الذي سيحدد اقتناعه من عدمه، وفي حال رفضه لذلك إما أن تقبلي الوضع الذي قد يكون اختبار أو ترفضيه وتحترمي ذاتك لأن فترة الخطوبة حبها يكون روحي لا جسدي».
اجابنا في هذا الموضوع عن السؤال الذي ارهق الكثير من النساء وخاصة في فترة الخطوبة وهو كيف اتعامل مع خطيبي الشهواني بشكل مفصل.