تخطى إلى المحتوى

حكم الضرب بالدف في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. دار الإفتاء توضح

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها نصه: اعتاد بعض الناس الاحتفال بمولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمديح، ويصاحب المدح الضربُ بالدف؛ فهل في هذا حرجٌ شرعًا؟.

حكم الضرب بالدف في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. الإفتاء توضح

 

وقالت الإفتاء في فتوى سابقة: كرَّم الله تعالى أيام مواليد الأنبياء عليهم السلام وجعلها أيام سلام؛ فقال سبحانه: وسَلَامٌ عليه يَومَ وُلِدَ، سورة مريم، الآية رقم 15، وفي يوم الميلاد نعمةُ الإيجاد، وهي سبب كل نعمة بعدها، ويومُ ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببُ كلِّ نعمة في الدنيا والآخرة.

وأضافت: قال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا، سورة يونس، الآية رقم  58، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمةُ العظمى إلى الخلق كلهم؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: فضلُ الله: العلمُ. ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين، سورة الأنبياء، الآية رقم 107، أخرجه أبو الشيخ في تفسيره.

وممَّا يُعبّر الناسُ به عن فرحهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم اجتماعهم لمديحه وذكره صلى الله عليه وآله وسلم، والضرب على ذلك بالدفوف؛ وهذا لا حرج فيه شرعًا؛ فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: إن كُنتِ نَذَرتِ فاضْرِبِي، وَإِلَّا فَلَا رواه ابن أبي شيبة في المصنف، والإمام أحمد في المسند، والترمذي في الجامع وصححه، وابن حبان في صحيحه، وصححه ابن القطان وابن الملقن في “البدر المنير 9/ 546، ط. دار الهجرة.

اقرأ:  لمضاعفة إجراء العمليات الجراحية.. الحكومة تعرض مخططًا لتطوير مستشفيات قصر العيني بعد تدهور المباني

وتابعت: فإذا جاز ضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالِمًا، فجواز الضرب به عند المديح للاحتفال بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا أولى.

وواصلت: وما هذا إلا دلالةٌ على حب الناس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإظهارهم للفرح والسرور بقدومه الشريف إلى هذه الدنيا؛ وهذا التعظيم والفرح هو ما جرى عليه عمل المسلمين في سائر الأقطار والأزمان؛ وهذا ثابت باتفاق علماء الأمة؛ وقد نقل هذا الاتفاق الحافظ السخاوي في الأجوبة المرضية 1/ 1116، ط. دار الراية فقال: ما زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وآله وسلم وشرَّف وكرَّم يعملون الولائم البديعة، المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرّات، بل يعتنون بقراءة مولده الكريم، وتظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم، بحيث كان ممَّا جُرب.

واختتمت: وكذلك قال الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنية 1/ 89، ط. التوفيقية، والعلامة الديار بكري في تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس صلى الله عليه وسلم 1/ 223، ط. دار صادر، وغيرهم، وممَّا ذُكر يُعلم الجواب عن السؤال.