موضوع التعبير جزء لا يتجزأ من امتحان اللغة العربية للمراحل الدراسية المختلفة، يدور في الغالب حول قضية هامة أو حيوي يمس المجتمع، مثل التعصب الكروي، لذلك يوضح تعبير عن التعصب الكروي ومخاطره كامل العناصر كنموذج استرشادي يساعد الطلاب على كتابة موضوع متكامل يمكنهم من الحصول على أعلى الدرجات، لأنه يتضمن المحاور الأساسية وكذلك الاستشهادات.
عناصر عن التعصب الكروي ومخاطره
تتطلب كتابة تعبير عن التعصب الكروي ومخاطره كامل العناصر مناقشة أهم المحاور الأساسية المتعلقة بالموضوع، إلى جانب المقدمة والخاتمة، وتتمثل هذه المحاور في:
- معنى التعصب الكروي
- أسباب التعصب الرياضي
- سلبيات التعصب الرياضي ومخاطره
- سبل الحد من التعصب الكروي
مقدمة تعبير عن التعصب الكروي
خير ما ابدأ به الحديث كلام أشرف الخلق نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي دعا إلى التسامح والمحبة ونبذ العنف والتعصب بكل أشكاله وصوره، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
»ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية«
في الحديث الشريف دعوة واضحة إلى ترك التعصب، أيًا كانت صوره وأشكاله، سواء التعصب الكروي أو الديني أو غيرهما، وإذا أردنا الفلاح في الدنيا والآخرة علينا أن نتمسك بكتاب الله (تبارك وتعالى) وسنة نبينا محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام).
موضوع تعبير عن التعصب الكروي ومخاطره كامل العناصر
لا أحد ينكر أن التعصب الكروي يخالف الفطرة السليمة المحبة للسلام وتقبل الآخر، بل الأخطر من ذلك أنه مخالف لتعاليم الدين الحنيف وأوامر نبينا التي تنهي عن العصبية بكل أشكالها، لأنه انفعال نفسي حاد نحو أو ضد لاعب أو فريق أو فكرة رياضية معينة ربما يؤدي إلى التراشق بالألفاظ بل يصل الأمر في أحيان كثيرة إلى الضرب والعنف، عكس ما جاء في القرآن الكريم الذي يؤكد على معاني الأخوة والرحمة في الكثير من الآيات، فقد قال تعالى في كتابه العزيز:
»إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون«
»يا آيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير«
لا بد أن نعي تمامًا أن غياب ثقافة احترام الآخرين وتقبل المكسب والخسارة والابتعاد تعاليم الدين الحنيف من أهم أسباب التعصب الكروي، بل أن وسائل الإعلام يمكن أن تكون سببًا في تأجيج هذا التعصب من خلال اللقاءات التي تنحاز إلى فريق دون الآخر، حيث تبتعد في أحيان كثيرة عن رسالتها الأساسية في توعية الجماهير، لأنها تستغل لتحقيق مصالح معينة دون أن تلقي بالًا لأي حسابات أخرى تصب في مصلحة المجتمع ككل وليس الأفراد فحسب.
نحن لا نبالغ بالتأكيد إذا قلنا أن نتائج التعصب الكروي والرياضي كارثية، لأن مخاطره تصل إلى إذهاق الأرواح البريئة، فدعونا نعود بذاكرتنا للوراء إلى فبراير 2012 لنتذكر حادثة استاد بورسعيد المأساوية، التي راح ضحيتها 74 شخصًا والعديد من المصابين، بسبب تعصب أعمى بين مشجعي ناديى المصري والأهلي، متناسين تعاليم الدين الحنيف التي تحرم ذلك، الأدلة على ذلك كثيرة في القرآن والسنة دعوني أذكر منها:
قال تعالى في كتابه العزيز: »… من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا.. «
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): »المسلم أخو المسلم، لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام، عرضه وماله ودمه«
ناهيك عن مخاطر التعصب الكروي الأخرى التي تهدد صحة الفرد وأمان المجتمع، حيث يصل الأمر إلى التسبب في مشاكل صحية جسدية ونفسية وخيمة، كالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والتوتر والقلق النفسي، والأدهى من ذلك أنه يحول المجتمع إلى ساحة للمشاحنات والقتال والتخريب، بالتالي تسود فيه الكراهية والتفرقة بدلًا من المحبة والأخوة، ما يجعله يتخلف في نهاية المطاف عن ركب التنمية.
إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدوتنا فلما لا نحذو حذوه ونقتفي أثره؟ وهو الذي أرسى مبادىء المحبة والأخوة بين الجميع، ولم يتعصب لفريق على حساب الآخر، ومن الأدلة على ذلك عندما مر (عليه الصلاة والسلام) على مجموعة من المسلمين يتسابقون في الرمي، فقال صلى الله عليه وسلم:
»ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فلان «فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): »ما لكم لا ترمون؟«، قالوا: »كيف نرمي وأنت معهم؟« قال النبي (صلى الله عليه وسلم): »ارموا فأنا معكم كلكم«
إذا أردنا أن ننأى بأنفسنا عن مخاطر التعصب الكروي فلا خيار أمامنا سوى أن نتكاتف جميعًا من أجل مواجهته، فهو خطر يداهم الفرد والمجتمع، لذلك إذا لم يواجهه الجميع ربما لا ينجو من آثاره أحد، فنحن كأفراد علينا العودة إلى مبادىء ديننا الحنيف والتمسك بها، وتقبل الهزيمة كما نسعد بالفوز تمامًا، وعلى الجهات المسؤولة استغلال وسائل الإعلام للتوعية بخطورة التعصب الرياضي وتشجيع كافة الفرق الرياضية دون أي انحياز، مع ضرورة تفعيل العقوبات القانونية ضد كل من يرتكب أي أعمال عنف أو تخريب أثناء المباريات الرياضية، فضلًا عن إقامة المباريات الودية بين الأندية المتنافسة.
خاتمة تعبير عن التعصب الكروي
من المهم أن نعي أنه لا ناقة لنا ولا جمل من وراء التعصب الكروي بل كل ما نجنيه خسائر بشرية ومادية فقط، بل يستهلك صحتنا وطاقتنا بلا أي فائدة، فكيف لعاقل أن يختار العنف والتخريب ويرفض السلام والمحبة؟ بل كيف له أن يسلك طريقًا قد يودي به إلى النار؟ دعونا في النهاية نتذكر حديث أشرف الخلق نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم):
»إن الله أوحى إليً أن تواضعوا حتى لا يبغى أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد«
»مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى«