تخطى إلى المحتوى

القاهرة.. وبطحة إثيوبيا 1 – 2

حالة من الفوبيا تنتاب إثيوبيا تجاه أي تحرك مصري، تظهر أعراضها كلما مارست القاهرة دورها الطبيعي في محيطها العربي، أو الإقليمي، أو حتى الدولي.

ثمة هاجس لا يفارق أديس أبابا أن القاهرة تدبر لها المكائد، وتعد للانقضاض عليها عندما تحين الفرصة.

آخر صور الضلالات التي تنتاب العقلية الإثيوبية، هي أن الدعم العسكري الذي قدمته القاهرة لمقديشو مؤخرا، وإرسال قوات سلام لتحقيق الاستقرار في ربوها، عقب توقيع الدولتين اتفاقية للدفاع المشترك يستهدفها شخصيا.

هي تفعل ذلك بينما تتغافل عن وجودها العسكري في إقليم أرض الصومال، واستغلالها للأزمة التي يعيشها الصومال برمته وما أفرزته من حالة انفلات، وتشن هجومها على مصر.

الحقيقة أن موقف أديس أبابا يتماشى مع المثل المصري الشهير اللي على رأسه بطحة، ولا يأتي من فراغ، وأفرزته سياساتها الأحادية بل والعدوانية منذ قرارها منفردة في بناء سد النهضة، دون التشاور مع مصر والسودان.

والحقيقة أيضا أنها من يسعي لاستغلال أزمة الصومال ومشاكله العديدة، ووقعت اتفاقا مع إقليم أرض الصومال الذي يسعي للانفصال، عن الدولة الأم، لإقامة قاعدة بحرية على سواحله مقابل الاعتراف به، فعلت ذلك وهي تدرك أنها تشعل فتيل الأزمة هناك.

الظرف الدولي كان مهيأ منذ البداية لأن تتخذ مصر ما تراه مناسبا، للرد على عبث إثيوبيا بمياه نهر النيل، وهو ما عكسته تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آنذاك بأن لمصر حق الرد، ولو أرادت المواجهة مع إثيوبيا لفعلت وقتها.

على غير الواقع تتصرف إثيوبيا كدولة عظمي، ولا تتوقف عن استفزاز مصر، وتطلق من حين لآخر التصريحات العنترية التي تزيد من حدة الاحتقان بينهما، وآخرها ما أعلنته وزارة خارجيتها من أنها لن تقف خاملة أو مكتوفة الأيدي تجاه ما يهدد أمنها القومي، في إشارة غير مباشرة إلى مصر.

اقرأ:  ردًا على المزاعم الإسرائيلية.. حماس تنفي وجود أي من عناصر الحركة في مواصي خان يونس

سواء كانت التحركات المصرية في الصومال لمواجهة أطماع اثيوبيا، انطلاقًا من دورها التاريخي تجاه أشقائها العرب أم لا، فالثابت أن أديس أبابا لا تتوقف عن قرع طبول الحرب مع مصر، وربما يأتي اليوم الذي تندم على ما اقترفت يداها.