ما هي الحالات التي يجوز فيها الزنا؟ ما هي عقوبة الزنا؟ وبما أن الزنا من كبائر الذنوب ، فإن البعض يحاول إيجاد طريقة لتحليلها ، فلنتقابل اليوم عبر موقع القمة حول أحد المواضيع الشائكة وهو الزنا وعقابه وأنواعه ، ونلقي الضوء بشكل خاص على التاجر لوجود حالات يُسمح فيها بالزنا!
الحالات التي يجوز فيها الزنا
لا يوجد جواب لسؤال “ما هي الحالات التي يجوز فيها الزنا؟” كما أن أي إجابة تحلل هذا الأمر ما هي إلا فجور وفجور ، وهو سؤال يوسس به الشيطان في عقل المسلم ليقنعه بجواز الأمر وأنه يستطيع القيام به ، وكأن العبد يخدع الله عز وجل ولا قدر الله.
وقد نهى الله تعالى عن التشبث بأي وجه يؤدي إليه ، كالنظر واللمس ونحو ذلك ، وذلك لقول الله تعالى: {قل للمؤمنين أن يغمضوا أعينهم ويحافظوا على عورهم: فهذا أنقى لهم لأن الله عارف بما يفعلون.} [سورة النور، الآية 30] كما جاء في قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [سورة الإسراء، الآية 32].
عقوبة الزنا
الزنا من كبائر الذنوب التي نهى الله تعالى عن ارتكابها ، وقد شدد الله تعالى على عقوبة الزنا ، حيث تكون العقوبة الجلد والرجم ، كما حذره من عذاب عظيم يوم القيامة إذا لم يتوب ، والدليل على ذلك بقول الله تعالى:الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة النور، الآية 2].
وكما قال الله تعالى في مضاعفة العقوبة على التائبين: { ومن فعل هذا فإنه يرتكب معصية تضاعف عليه عقوبته يوم القيامة ويبقى فيه عارا إلا من تاب وآمن وعمل بحسن نية.} [سورة الفرقان، الآية 68:70].
وفي ضوء مسألة الحالات التي يجوز فيها الزنا ، تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من نوع من عقاب الزنا ، والتي تختلف باختلاف صاحبها.
وبالمثل فإن عقوبة الزنا لا تختلف بين المقتولة والحرة ، فكلاهما يخضع لنفس العقوبة ، وهذا يرجع إلى قول الله تعالى: { فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} [سورة النساء، الآية 25].
اقرأ أيضا: هل تجوز صلاة الاستخارة بعد الظهر؟
الفرق بين مستحل الزنا ومرتكب الزنا
الزنا المباح ليس فاعلاً للزنا ، لكنه يقول: إن الزنا مباح ، أي ما أباحه الشرع ، فيستطيع كل من أراد أن يفعله ، ولا يحرمه ، ويعامل أن هذا الفعل مباح حتى لو نهى الله تعالى عنه ، وإن نهى عنه ، لا يبالي بالنهي ، لذلك لا يؤمن بالفسق بالوصاية ، وبالتالي لا يؤمن بالزنا.
وأما من قام بهذا الفعل فهو صاحب الزنى ، ويعلم أنه عاص وأن الفعل محرم ، وقد غمرته شهواته ، ووسس له الشيطان حتى يرتكب الزنا ، مع أنه تاب أمام الله تعالى. يقبل الله توبته وتوب عليه ، ولكن إذا مات من الزنا ولم يتوب ، فإنه إن شاء الله يغفر له ، وإن شاء يعاقبه بقدر ما عصى ربه ، ولن يكون عذابه أبديًا.
هكذا نجد أنه إذا مات بسبب الشذوذ الجنسي ، أو الكحول ، أو معصية والديه ، أو انكسار القرابة ، أو الربا ، أو ما شابه ذلك من خطايا ، فهذا كل شيء بمشيئة الله.
وهكذا نجد أن الفرق بين الزنا الشرعي ومرتكب الزنا هو أن الزاني الشرعي كافر ، لكن من يرتكب الزنا وهو يعلم أنه حرام فهو عاص وليس كافر.
الزنا المجازي
ويأتي هذا الزنا على شكل حديث مع امرأة أجنبية سواء في الهاتف أو الإنترنت أو بأي طريقة أخرى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” قضى الله لابن آدم نصيبه من الزنى ، فدرك ذلك لا محالة: زنى العين النظر ، وثقل اللسان الكلام.حديث حقيقي.
وعن الزنا المجازي قال النووي رحمه الله: إن ابن آدم قدر عليه نصيبه من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر إلى الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو بتقبيلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي” انتهيت.
أنواع الزنا
هناك أكثر من نوع من الزنا ينشره العلماء والفقهاء ، وكجزء من توضيح الإجابة على سؤال ماهية الحالات التي يجوز فيها الزنا ، سنتعرف على ما يلي عن أنواع الزنا ، وكلها مصنفة كبائر ، وفيما يلي عرض الزمان والمكان والأشخاص الذين تختلف على أساسهم خطورة ارتكاب الزنا:
- المكان: القدس ، المدينة المنورة ، مكة المكرمة.
- الزمان: رمضان ، الأشهر المقدسة ، لأنه في هذه الأشهر هناك انتهاك لحرماتها.
- الأشخاص: الأجنبية التي ليس لها زوج ولها زوج ، لأن وقف نسب الزوج في هذا الأمر لم يكن له.
- الزنى مع زوجة الجار: لأن الجار لا يضر بجاره ، وهذا الأمر يراكم الكبائر والصفات الفاحشة البعيدة عن النبل.
- الزنا بذريعة المجاهد ، ودليل ذلك كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” وقداسة نساء المجاهدين على الجالسين كقداسة أمهاتهم. لن تقام له يوم القيامة ، فيقولون: هذا الرجل قد خلفك في أهلك ، فخذ ما تشاء من حسناته.حديث حقيقي.
- إن زنا المتزوجة أخطر من زنا غير المتزوجة ، لأن الرجل المتزوج يجب أن يخلو من هذه المحظورات.
- زنى الشيخ ، فإن هذا الزنا أكبر من زنى الصغار ، والدليل على ذلك ما قاله ابن تيمية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ.” صحيح مسلم.
اقرأ أيضا: هل الزنا مباح للضرورة؟
التوبة من الزنا
وأما التكفير عن الزنا المجازي ، فهو بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى ، والاستغفار من الله القدير ، وترك المعصية ، والندم على المعاصي ، وعدم الاكتفاء بالذنب.
كما يجب على صاحب هذه الفاحشة أن يضاعف طلبات الاستغفار والحسنات والعمل الصالح ، ومحاولة محو هذه الذنوب بالذنب.
وعن التوبة يقول الله تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل الصالحات ، فبالنسبة لهؤلاء ، يغير الله سيئاتهم إلى حسنات ، والله غفور رحيم.} [سورة الفرقان، الآية 70]وقال الله تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [سورة الزمر، الآية 53].
فتح التساؤل حول ماهية الحالات التي يُسمح فيها بالزنا أبوابًا كثيرة تتعلق بمسألة الزنا ، والتي يتجاهلها البعض ، وخاصة شباب هذا الجيل البعيدين عن تعاليم الدين الإسلامي إلى حد كبير.