يظن كثير من الأشخاص عند سماع اسم جزر لانجرهانز، أنها جزر تقع في مكان ما، إلا أنها في الواقع عبارة عن خلايا توجد في جسم الإنسان، ولكن في الغالب لا يعرف غير المتخصصين أين تقع جزر لانجرهانز تحديدا داخل الجسم وما هى وظيفتها وأهميتها، لذلك نستعرض بعض المعلومات حولها في هذاالتقرير.
أين تقع جزر لانجرهانز؟
جزر لانجرهانز هى خلايا غدد صماء تقع في البنكرياس، وتشكل حوالي 1 إلى 2% من وزنه وتتلقى 10 إلى 15٪ من تدفق الدم إلى البنكرياس، وتتركز في الذيل أكثر من رأس أو جسم البنكرياس، ويبلغ قطر كل جزيرة حوالي 50 إلى 500 ميكرون.
أين تقع جزر لانجرهانز ومن الذي اكتشفها؟
جزر لانجرهانز عبارة عن مجموعة من الخلايا المتخصصة في البنكرياس تصنع وتفرز الهرمونات، وسُميت على اسم عالم الأمراض الألماني بول لانجرهانز (1847 – 1888)، الذي اكتشفها في عام 1869، هذه الخلايا توجد في مجموعات شبهها لانجرهانز بجزر صغيرة في البنكرياس، وكل خلية منها تصدر هرمونا محددا استجابة للإشارات.
ماذا تنتج جزر لانجرهانز في البنكرياس؟
تتكون جزر لانجرهانز في جسم الإنسان من حوالي 30٪ من خلايا ألفا المنتجة للجلوكاجون والتي ترفع مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم، حوالي 60٪ من خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، مع حوالي 10٪ من خلايا دلتا المنتجة للسوماتوستاتين والذي يمنع إطلاق العديد من الهرمونات الأخرى في الجسم، خلايا متعدد الببتيد في البنكرياس (PP)، والخلايا المنتجة للجريلين، وهو هرمون يحفز الشهية ويزيد من تخزين الدهون ويحفز إطلاق هرمون النمو من الغدة النخامية.
أكثر خلايا جزر لانجرهانز شيوعا، هي خلية بيتا التي تنتج الأنسولين، وهو الهرمون الرئيسي في تنظيم استقلاب الكربوهيدرات والدهون والبروتين، وهو أساسي في العديد من عمليات التمثيل الغذائي: حيث يشجع على امتصاص واستقلاب الجلوكوز في خلايا الجسم، لذلك يعد تدهور خلايا بيتا المنتجة للأنسولين هو السبب الرئيسي لمرض السكري من النوع الأول (المعتمد على الأنسولين(
يوجد حول جزر لانجرهانز أوعية دموية صغيرة، تساعد هذه الأوعية في نقل الهرمونات التي تفرزها تلك الجزر، إلى مجرى الدم مباشرة، حتى تصل إلى خلايا أخرى موجودة داخل الجسم كي تحفزها على القيام بوظائفها.
أمراض مرتبطة بجزر لانجرهانز
تساعد جزر لانجرهانز في إفراز الأنسولين، لذلك وجود مشاكل في الخلايا المسؤولة عن إفرازه، والموجودة في تلك الجزر، يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، والذي يعاني فيه المريض من عدم إنتاج الجسم لهرمون الأنسولين، لذلك يحتاج إلى أخذه في شكل حقن.
يمكن أن يؤدي الخلل الوظيفي في خلايا الجزر إلى اصابتها ببعض الأورام، وهذه الأورام نادرة تمثل حوالي 7 ٪ من جميع أورام البنكرياس، وقد تكون حميدة أو خبيثة، والأنواع الحميدة منها يصاحبها بعض الأعراض، التي تختلف حسب الخلية المصابة بالورم، وما إذا كانت الخلية المنتجة لهرمون الجاسترين أو هرمون الجلوكاجون أو غيرهما.
في الغالب الأورام الخبيثة لا يصاحبها أي أعراض، لذلك يصعب اكتشافها، لكن في حالة التأكد من الإصابة بها يستلزم الأمر التدخل الجراحي، ولكن في حالة الأورام الحميدة يمكن الاكتفاء بالعلاج الدوائي.
معلومات أخرى عن جزر لانجرهانز
- تم وصفها لأول مرة باسم، بول لانجرهانز، في عام 1869م.
- يُقدر العدد الإجمالي للجزر في البنكرياس البشري بما يتراوح بين 3.2 و14.8 مليون، مع حجم جزيرة إجمالي من 0.5 إلى 2.0 سم3.
- تلعب دورا أساسيا في تنظيم التوازن الغذائي في الإنسان، وتركيز هذه العناصر الغذائية في الدم يتم الحفاظ عليه بمستوى مناسب للاحتياجات المختلفة والمتنافسة لأنسجة الجسم المتعددة.
- يمكن عزل الجزر وفصلها تماما عن البنكرياس الخارجي عن طريق تقنية الكولاجيناز، وسوف تشكل الجزر المعزولة الأنسولين وتخزنه وتفرزه في المختبر.