تخطى إلى المحتوى

أسرار آية لو أنزلنا هذا الْقُرْآنَ على جبل .. توبيخ على قسوة القلب

أسرار آية لو أنزلنا هذا الْقُرْآنَ على جبل يسعى كثير من العلماء للغوص في معاينها والكشف عن كنوزها فكلام الله المعجز يحوي من العلم ماخفي على بني الإنسان عدة قرون .

ويقول تعالى في سورة الحشر:{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}.

والجبال من المعجزات الكثيرة التي خلقها الله ولولا وجودها لمالت الأرض وانقلبت وانعدمت الحياة على سطحها.

أسرار آية لو أنزلنا هذا الْقُرْآنَ على جبل

ويقول العلماء أن من أسرار آية لو أنزلنا هذا الْقُرْآنَ على جبل أن بها توبيخ لابن آدم على قسوة قلبه وقلة خشوعه عند تلاوة القرآن فإنه إذا كان الجبل يخشع ويتصدع لو سمع القرآن فما ظنك بابن آدم.

هذا يعني أن الجبال قد تخشع وتتصدع من خشية الله، لو كان الخطاب القرآني موجهاً إليها.

يقول الطاهر بن عاشور في تفسير التحرير والتنوير: “الخطاب في (لرأيته) لغير معين فيعم كل من يسمع هذا الكلام، والرؤية بصرية وهي منفية لوقوعها جوابًا لحرف (لو) الامتناعية”.

خشوع الجبال

ويقول علماء الفيزياء أن خشوع الجبال (بالالتواء و الطي) والتصدع (بالتشقق و الفلق)، قد تكون صفتان ملازمتان للجبال الدائمة الخشية لله :{و سخرنا مع داوود الجبال يسبحن }.

هذا المثال في القرآن يبرز عظمة القدرآن وسمو شأنه، وقوة تأثيره على النفوس، كما يشير المفسرونـ فلو كان المخاطب بالقرآن جبلاً، لكان سيخضع وينكسر من خشية الله، بالرغم من قسوته وصلابته.

والغرض من ذلك هو إلقاء اللوم على الإنسان لغلظة قلبه وقسوته، حيث لا يتخشع عند سماع القرآن أو تلاوته.

قال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية: “أمر الله الناس عند نزول القرآن عليهم بأن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع”.

اقرأ:  نقل حلمي بكر للعناية المركزة بعد تدهور حالته وتوقف الكلى عن العمل

والسؤال هل لا يزال المسلمون يتعاملون مع القرآن بالأدب المناسب والفهم الصحيح والتأمل العميق؟ أم أن القلوب قد غلت والنفوس قد فسدت، فلا يترك القرآن أذن السامع ولا يتجاوز الحلق؟

يقول تعالى في سورة محمد، الآية 24: “أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها”.

اترك تعليقاً