تخطى إلى المحتوى

من هو فيكتور فرانكل؟ | ملف الشخصية | ويكيبيديا

فيكتور فرانكل

طبيب ومعالج نفسي نمساوي راحل.

وهو مطور النهج النفسي المعروف باسم “العلاج بالمعنى”.

ولد عام 1905 في فيينا بالنمسا وتوفي عام 1997 بالمدينة ذاتها. وأظهر اهتماماً مبكراً بعلم النفس، وبدأ خلال دراسته الثانوية بحضور محاضرات عامة حول علم النفس التطبيقي، وراسل الطبيب النمساوي “سيغموند فرويد” (Sigmund Freud)، وقدم فرانكل محاضرته العامة الأولى حول معنى الحياة والاكتئاب والانتحار وهو في سن الخامسة عشرة من عمره.

التحق عام 1924 بجامعة “فيينا” (University of Vienna) لدراسة الطب النفسي وعلم الأعصاب، ونشر مقال له عام 1925 في “المجلة الدولية لعلم النفس الفردي” (International Journal of Individual Psychology)، سعى فيها لاستكشاف الحدود بين العلاج النفسي والفلسفة، مع التركيز على المعنى من الحياة، وهو الموضوع الذي أصبح المحور الرئيسي لعمله طوال حياته.

قدم فرانكلين عام 1926 محاضرات عامة في عدة مؤتمرات، وطرح فيها لأول مرة فكرة استنباط المعنى للحصول على الشفاء العقلي، باستخدام مصطلح “Logotherapy” أي العلاج بالمعنى استناداً إلى الكلمة اليونانية logos التي تعني “المعنى”، بافتراض أن القوة التحفيزية الأساسية للفرد هي إيجاد معنى للحياة، ثم بدأ بالفترة بين 1928 و1929 بتنظيم مراكز استشارية للشباب في فيينا، وانضم إليه العديد من علماء النفس لتقديم استشارات مجانية للمراهقين، في محاولة منهم لتقليل حالات الانتحار بينهم.

تخرج فرانكل عام 1932 وبدأ حياته المهنية بمستشفى الأعصاب “ماريا تيريزين شلوسيل” (Maria Theresien Schloessl) في فيينا، وعمل في الفترة بين 1933 و1937 بمنصب كبير الأطباء بمستشفى “شتاينهوف” (Steinhof) للأمراض النفسية في فيينا، وترأس برنامج منع انتحار الإناث، واكتسب خلال تلك الفترة خبرة تشخيصية من خلال رعاية حوالي 3,000 مريض سنوياً، وفي عام 1937 افتتح فرانكل عيادة خاصة كطبيب في طب الأعصاب والطب النفسي، وأغلقها بعد بضعة أشهر فقط نتيجة الحرب العالمية الثانية وضم النازيين للنمسا والقيود التي فُرضت على الأطباء.

اقرأ:  من هو حسن فضل الله؟ | ملف الشخصية | ويكيبيديا

نُشرت ورقته البحثية “الفلسفة والعلاج النفسي” (Philosophy and Psychotherapy) عام 1939 في مجلة طبية سويسرية، وصاغ فيها مصطلح “التحليل الوجودي” الذي كان الأساس الفلسفي للعلاج بالمعنى، وفي عام 1940 أصبح فرانكل مديراً لقسم الأمراض العصبية في “مستشفى روتشيلد” (The Rothschild Hospital).

بدأ عام 1941 بكتابة النسخة الأولى من كتابه “الطبيب والروح” (The Doctor and the Soul)، حيث وضع فيه أسس العلاج النفسي والعلاج المنطقي والتحليل الوجودي، وأولى فيما بعد اهتماماً بالتعامل مع الأزمات النفسية وكرس جهوده لمكافحة خطر الانتحار، وأصبح عام 1946 مديراً لـ”عيادة فيينا للأعصاب” (The Vienna Neurological Policlinic)، وهو المنصب الذي شغله لمدة 25 عاماً. 

ألقى فيما بعد سلسلة من المحاضرات العامة شرح فيها أفكاره المركزية حول المعنى والمرونة وأهمية احتضان الحياة حتى في مواجهة الشدائد، ونُشرت هذه المحاضرات لاحقاً في كتاب “نعم للحياة على الرغم من كل شيء” (Yes to Life in Spite of Everything)، وعمل على توسيع وصقل نظريته في العلاج المنطقي فيما لا يقل عن ثمانية كتب نُشرت بين عامي 1946 و1949.

أصبح عام 1948 أستاذاً مشاركاً لطب الأعصاب والطب النفسي في كلية الطب بجامعة “فيينا”، وعام 1955 تمت ترقيته ليصبح أستاذاً في جامعة “فيينا”، ثم أصبح عام 1961 أستاذاً زائراً في جامعة هارفارد، وأجرى عام 1966 عدة جولات تدريسية في الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية وآسيا.

عُقد عام 1980 المؤتمر العالمي الأول حول العلاج بالمعنى في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، وعام 1986 افتتحت “إليزابيث لوكاس” (Elisabeth Lukas) إحدى طالبات فرانكل معهد “ساوث جيرمن إنستيتيوت أوف لوغو ثيرابي” (South German Institute of Logotherapy)، حيث قدمت فيه أول تدريب مهني في العلاج المنطقي والتحليل الوجودي، وفي الثاني من سبتمبر/أيلول عام 1997 توفي فرانكل بسبب قصور في القلب في فيينا عن عمر يناهز 92 عاماً.

اعتبر فرانكل أن دافع العيش الأساسي للفرد هو البحث عن معنى في الحياة، وأن الغرض الأساسي من العلاج النفسي يجب أن يتمثل في مساعدة الفرد بالعثور على هذا المعنى، ووفقاً لتعاليمه، فإن سعي الإنسان اللانهائي عن معنى لحياته يتجلى في البحث عن هدف وغاية أسمى وأعمق من مجرد الحياة العادية، والغاية هي الحافز الأساسي في الحياة، وليس المتعة ولا القوة، فليست الظروف هي ما يجعل الحياة لا تطاق، بل افتقاد المعنى والغاية، وبرأيه من كانت لديه غاية يسعى لتحقيقها في المستقبل سيكون أكثر قدرة على النجاة، إضافة إلى أن المعاناة جزء متأصل من الحياة، ومن دون المعاناة والموت فإنّ حياة الإنسان لا يمكن أن تكتمل.

اقرأ:  من هو أحمد البشير؟ | ملف الشخصية | ويكيبيديا

من الجوائز التي حصل عليها فيكتور فرانكل:

  • “وسام الشرف العظيم” (Großes Ehrenzeichen) من “الجمعية الطبية النمساوية” (Österreichischen Ärztekammer) عام 1995.
  • “صليب الاستحقاق العظيم” (Great Cross of Merit) النمساوي عام 1995.
  • “جائزة المساهمة البارزة مدى الحياة في علم النفس” (Outstanding Lifetime Contribution To Psychology Award) عام 1996 من “جمعية علم النفس بماريلاند” (Maryland Psychological Association).
  • “ميدالية ميديكوس ماغنوس” (Medicus Magnus Medal) عام 1997 من “الأكاديمية البولندية للطب” (Polish Academy of Medicine).

من الجامعات التي منحت فيكتور فرانكل شهادات دكتوراه فخرية:

  • كلية “روكفورد” الأميركية (Rockford College) عام 1972.
  • جامعة “أندريس بيلو” (Universidad Andres Bello) بفنزويلا عام 1984.
  • جامعة “بوينس آيرس” (Universidad de Buenos Aires) بالأرجنتين 1985.
  • جامعة “برازيليا” (Universidade de Brasilia) عام 1988.
  • جامعة “ليوبليانا” (University of Ljubljana) بسلوفينيا عام 1992.
  • جامعة “ولاية أوهايو” (Ohio State University) عام 1997.

من الكتب التي ألفها فيكتور فرانكل:

  • “الطبيب والروح: من العلاج النفسي إلى العلاج المنطقي” (The Doctor and the Soul: From Psychotherapy to Logotherapy) عام 1941، ويحدد فيه مبادئ الطب النفسي الوجودي، ويكشف أن دور المعالج هو مساعدة المريض على اكتشاف الهدف في الحياة.
  • “بحث الإنسان عن المعنى” (Man’s Search for Meaning) عام 1946، وقدم هذا الكتاب استناداً إلى تجربته الخاصة وتجارب الآخرين الذين عالجهم، ويجادل فيه بأنه لا يمكن للفرد تجنب المعاناة ولكن يمكنه اختيار كيفية التعامل معها وإيجاد معنى للحياة والمضي قدماً. بيع من الكتاب حتى تاريخ وفاته أكثر من 10 ملايين نسخة بأربع وعشرين لغة، وكان من بين الكتب العشرة الأكثر تأثيراً في أميركا حسب دراسة استقصائية أجرتها مكتبة الكونغرس عام 1991.
  • “نعم للحياة على الرغم من كل شيء” (Yes to Life In Spite of Everything) عام 1946، وهو عبارة عن سلسلة من المحاضرات العامة التي ألقاها فرانكل في فيينا، والتي شرح فيها أفكاره حول المعنى والمرونة وأهمية احتضان الحياة في مواجهة الشدائد، ويكشف فيه عن قناعته الأساسية بأن كل أزمة تحتوي على فرصة، ومن الممكن دائماً قول نعم للحياة.
  • “إرادة المعنى: أسس وتطبيقات العلاج بالمعنى” (The Will to Meaning: Foundations and Applications of Logotherapy) عام 1969، ويناقش فيه أفكاره حول العلاج النفسي ويصف التقنيات التي استخدمها مع مرضاه لمحاربة ما أسماه الفراغ الوجودي.

من أهم مقولات فيكتور فرانكل:

  • لا داعي للخجل من البكاء، فالدموع تشهد على أن الرجل لديه الشجاعة الأعظم، الشجاعة على المعاناة.
  • الحب هو الطريقة الوحيدة للإمساك بإنسان آخر في جوهر شخصيته. لا يمكن لأحد أن يدرك تماماً جوهر إنسان آخر ما لم يحبه. 
  • إذا كان هناك معنى في الحياة، فلا بد من وجود معنى في المعاناة.
  • القوى الخارجة عن نطاق سيطرتك قادرة على حرمانك من كلّ ما تملكه باستثناء شيء واحد، وهو حرية اختيار طريقة استجابتك للموقف.
  • يتوفر لدى عدد كبير من الأشخاص اليوم وسائل لعيش الحياة، ولكن ليس لديهم معنى يعيشون من أجله.

اقرأ:  شركة كفيك للإستثمار؟ | ملف الشركة | ويكيبيديا

اترك تعليقاً