تخطى إلى المحتوى

محمد المنسي قنديل: الواقع حول أكثر غرابة مهما بلغ به الخيال.. والجميع يروي حكايته للتاريخ حتى لو كانت خاطئة

نظم اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ندوة استضاف فيها الكاتب والروائي الكبير الدكتور محمد المنسي قنديل للحديث عن أعماله الأدبية، وأدار النقاش الإعلامي ومستشار الرئيس السابق أحمد المسلماني، في حضور الدكتور حلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق ورئيس منطمة تضامن الشعوب الأفريقيا الآسيوية التابع له الاتحاد، ومنح الدكتور حلمي الحديدي وأحمد المسلماني وسام الشرف من اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا للدكتور محمد المنسي قنديل، وذلك للمرة الثانية في تاريخ الاتحاد، وذلك وسط حضور كبير من المثقفين والكتاب والصحفيين والشباب الجامعي.

وتحدث المنسي قنديل عن التاريخ قائلا إنه بحاجة لإعادة الوقائع، حيث قال إن تاريخنا لا يكتبه المنتصرون، بل يكتبه الحكام حسب أهوائهم، لذلك بدأ النظر للتاريخ بعين ناقدة، وحول فكرة التاريخ، أوضح أن التاريخ ينقسم إلى تاريخ الأمراء والملوك والمهمين، وتاريخ البسطاء العاديين، وهذا ما اهتتمت به، مضيفا أن تاريخنا العربي قاسي وصعب، وكثيرا ما يتم تزييف التاريخ مثلما كان يجرى أيام المصريين القدماء في مسح الرسوم من على الأحجار أو في التاريخ، ومن نبش قبور الأمويين من العباسيين، أو حتى في تاريخنا المعاصر.

وأردف أنه ليس كاتب غزير الإنتاج لا يكتب إلا حينما تلح القضية عليه في الكتابة، وتحدث عن بعض أعماله مثل رواية قمر على سمرقند، والتي تعد حصيلة رحلة لمدة 20 يوما بأسيا الوسطى، تلك المنطقة الغنية جدا بالتراث العربي الأصيل، وأقام في البلدة التي بجوار سمرقند حيث وجد قبر الإمام البخاري، وهو ما جعل مشاهد الرواية تتداعى إلى رأسه في ذلك اليوم.

وعن رواية يوم غائم في البر الغربي، قال إن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون غير تاريخنا، لأننا لم نكن قبل ذلك إلا أرقاما، وليس بشرا، وذلك بسبب مغامرات الحكام الترك غير المحسوبة، مضيفا أن الاكتشاف جعل المصريون يشعرون أنهم يملكون ماضي، يملكون مصائر، وهو ما أثر على الحياة بشكل عام، لافتا إلى أنه لم يتحدث في الرواية عن اكتشاف المقبرة لأن تلك التفاصيل معروفة، لكنه كتب عن أثار ذلك الاكتشاف.

اقرأ:  وزيرة الثقافة تفتتح معرض العاصمة الإدارية الجديدة في عيون أطفال مصر والصين

أما عن رواية “أنا عشقت”، فقال إنها رواية خيالية بعض الشيء تنتمي للفانتازيا، واكتشف من خلال تلك الرواية أن الكاتب مهما بلغ به الخيال فالواقع أكثر غرابة من الخيال.

وتحدث عن رواية “كتيبة سوداء” التي تحكي فترة غريبة من تاريخ مصر، حيث تحكي عن كتيبة من الجيش المصري تذهب لتحارب مع الجيش الفرنسي في المكسيك، ولكي يكتب تلك الرواية سافر إلى المكسيك، وذهب لبعض المدن الذين حاربوا فيها، أما رواية طبيب أرياف فقال إنها تحكي تجربته كطبيب في الريف.

وتطرق فيما بعد للحديث عن تحويل روايته “يوم غائم في البر الغربي” حيث عبر عن ترحيبه في البداية بتحويل الرواية لعمل درامي، ولكن رأى بعد عرض المسلسل أن الرواية قد تشوهت بتحويلها إلى مسلسل “وادي الملوك”، مشيرا إلى أنه لم يكن راضيا عن العمل، ولكنه عبر عن إعجابه بالحوار والأغاني والأشعار بالعمل والتي كتبها الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي.

ونوه المنسي قنديل، خلال الندوة على أن الرواية التاريخية يجب أن تدافع عن الهوية، مشيرا إلى أن التاريخ العربي مهدد بسبب العولمة فيجب التأكيد على أننا نملك تاريخا، وأننا من المؤسسين للحضارة الإنسانية حتي لو لم نصبح كذلك في الحاضر.

وتطرق في الحديث إلى طائفة الحشاشين الشهيرة، حيث قال إنه قرأ كثيرا عن أسطورة حسن بن الصباح وقلعة الموت، لكن لم يزرها، وهذا ما جعله لا يستطيع الكتابة عنها لأنه لا يكتب إلا ما يراه، لافتا إلى أنه رغم كل التكنولوجيا والتوثيق إلا أنه من الممكن تزوير التاريخ، وأن الجميع يروي حكايته للتاريخ حتى لو كانت خاطئة.

وبشأن الحكاية التاريخية، قال الإعلامي ومستشار الرئيس الأسبق أحمد المسلماني أن الجميع يخاف على هويته من العولمة حتي في أوروبا، والجميع له رؤى مختلفة حول الحدث التاريخي، مضيفا “هذه المسألة لن يوجد لها حل حتى يوم القيامة”.

اقرأ:  يونيسيف: كل تحذيراتنا تقع على آذان صماء والعالم يراقب بصمت موت الأطفال في غزة

اترك تعليقاً