تشكل القدرات العسكرية لحزب الله اللبناني، حالة مستمرة من القلق لدى المسؤولين الإسرائيليين، خاصة في ظل الصواريخ الدقيقة والباليستية التي يمكن أن تستهدف المدن والمنشآت الحيوية في “اسرائيل”، والمخاوف الكبيرة لدى المستوطنين في المناطق الشمالية.
ويمتلك حزب الله شبكة واسعة من الأنفاق والمخابئ في جنوب لبنان تمكنه من تحريك قواته وشن هجمات مفاجئة على الحدود مع “إسرائيل”، بحيث تعتبر هذه القدرات من وجهة نظر “تل أبيب” تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار في الجليل الأعلى، كما أنها تزيد من احتمالية اندلاع صراع مسلح يمكن أن يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
صواريخ حزب الله الدقيقة
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن إطلاق الصواريخ الدقيقة من لبنان على مواقع حساسة في “إسرائيل” يعتبر خطرا يمكن أن يعزز من قدرات “حزب الله” في حالة اندلاع الحرب.
ونقلت هذه التقارير عن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تصريحات تشير إلى وجود قدرات صاروخية هائلة تمتد من شمال إسرائيل إلى الجنوب.
المستوطنين في الشمال
وفي سياق متصل، أعرب إيلان لوتان، المسؤول السابق في “الشاباك” الإسرائيلي، عن مخاوفه بشأن احتمال عودة المستوطنين إلى منازلهم في شمال البلاد دون خوض معركة عسكرية واسعة النطاق.
من جهتها، أكدت زهافا غالؤون، الرئيسة السابقة لحزب “ميرتس”، على عدم قدرة “إسرائيل” على التصدي للتحديات في جبهتين، معتبرة أن التحرك الحالي يتجاهل الواقع السياسي والعسكري.
وأضافت أن حكومة الطوارئ الإسرائيلية تسعى بشكل رئيسي إلى منع التصعيد والتهديدات المحتملة من وزير الأمن، يوآف غالانتس، في المنطقة الشمالية.
“كريات شمونة”
في سياق متصل، أعرب رئيس بلدية مستوطنة “كريات شمونة”، أفيخاي شتيرن، عن قلقه إزاء الوضع الراهن في الشمال، مشيرا إلى أن المستوطنين يعيشون حالة لا تحتمل وتحت ضغط شديد منذ أربعة أشهر.
وطرح شتيرن تساؤلات حول المستقبل بعد الرسائل الواضحة التي أرسلها وزير الأمن، يوآف غالانت، والأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بشأن قدرات الجيش الإسرائيلي ووصول صواريخ المقاومة إلى منطقة إيلات.
وأشار إلى الوضع الحالي للمستوطنين الذين يجدون أنفسهم خارج منازلهم منذ فترة، معبرا عن قلقه من أهداف محتملة في الشمال والظروف التي قد يتم فيها إعادتهم إلى منازلهم.
صعوبة الحركة
وتحدث رئيس مجلس “مرغليوت”، إيتان دافيدي، عن الوضع غير المقبول في المستوطنة وصعوبة حركة السكان فيها، معربا عن عدم قدرتهم على المناورة والاضطلاع بحياتهم بشكل طبيعي.
وأكد رئيس مجلس الجليل الأعلى، غيورا زالتس، في تصريحات لصحيفة “هآرتس”، على عدم مشاركة الحكومة في دعم المستوطنين في هذه المرحلة الحرجة، مما يعكس مدى الإحباط الذي يسود بين السكان في الشمال.