العلاقة بين المخطوبين لها حدود معينة وضعها ديننا الحنيف وتقرها أعراف المجتمع كذلك، من المؤكد أن تجاوز هذه الحدود بأي شكل من الأشكال يكون فيه مفسدة وضرر على الطرفين، الأمر الذي يدفع البعض إلى التساؤل هل الملامسات الجسدية والجرأة بين المخطوبين صح أم خطأ ويحاول الإجابة على هذا التساؤل بشيء من التفصيل فيما يلي.
الملامسات الجسدية بين المخطوبين
الملامسات الجسدية بين المخطوبين محرمة شرعًا، والعلاقة الملوثة بمثل هذه التصرفات قد تنتهي بالفشل ويكون فيها الكثير من المشاحنات والخلافات..
لم يحرم الدين الحنيف الملامسات الجسدية بين المخطوبين إلا لما يترتب عليها من مفاسد كثيرة قد لا يُصان فيها العرض ولا يحفظ فيها الدين، كما أنها تفتح باب الشيطان والفتنة وقد تؤدي إلى نتائج وخيمة، إنها تسيء إلى سمعة المخطوبة أكثر لأن الفتاة إذا تركها الخاطب بحجة أنه لم ينسجم معها ولم تتفق أخلاقه مع أخلاقها أصبحت عرضة للتهمة ومثارًا للشبهة ومضغة في أفواه الناس، في الغالب يؤثر ذلك على فرصها في الارتباط ثانية والزواج.
حكم القبلات والأحضان بين المخطوبين
الجائز بين المخطوبين هو النظر إلى بعضهما فقط لكن دون شهوة أما القبلات والأحضان فهى محرمة شرعًا، بل أنه غير جائز أيضًا أن يصافح الخاطب مخطوبته باليد، لأنها لا تزال أجنبية عنه قبل إجراء العقد، والأجنبية يحرم مصافحتها شرعًا لما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة في المبايعة قط، وإنما مبايعتها كانت كلامًا.
من الأدلة الأخرى على عدم جواز لمس المرأة الأجنبية (بما فيها خطيبتك)، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له«
أضرار الملامسات الجسدية بين المخطوبين
الملامسات الجسدية بين المخطوبين لا تتعارض مع التعاليم الدينية والضوابط الشرعية فقط بل مع أعراف المجتمع أيضًا، بل أن علماء النفس أشاروا إلى أضرار مترتبة على هذه الملامسات تؤثر بالسلب على العلاقة بين الطرفين على المدى الطويل وتزيد من فرص انهيارها.
يؤدي حدوث التقارب الجسدي بين المخطوبين إلى فرط إفراز بعض الهرمونات في الدماغ، مثل: الدوبامين (هرمون النشوة)، نورإبينفرين (يمنح الجسم 20% طاقة إضافية) يشجع على السهر والتحدث في الهاتف لساعات دون ملل، السيرتونين (هرمون الاتزان) حدوث خلل في هذا الهرمون يجعل الشخص غير متزن ومتخبط في قراراته، هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الأحادية) الذي يزيد التعلق بالطرف الأخر إلى حد كبير جدًا.
تقل هرمونات النشوة المدعومة بالتقارب الجسدي بعد النضج أو بعد مرور فترة طويلة نسبيًا على العلاقة، وبعد فترة يحدث تغيير في التفكير ينجم عنه الرغبة في الانسحاب من العلاقة (معظم العلاقات تنتهي والقليل منها فقط يستمر)
بعد اتخاذ قرار الانفصال أو فسخ الخطوبة في هذه الحالة وجد العلماء أن بعض الأشخاص بعد مرور شهرين من الانفصال يصلوا إلى حوالي 50% من أعراض الاكتئاب وشعور شديد بالفقد، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على الأنشطة اليومية للشخص ويدفعه إلى الانعزال.
من ضمن الخسائر الأخرى للعلاقة التي يوجد فيها تجاوزات جسدية وفقًا لما توصل إليه أحد الأبحاث، ارتفاع التوقعات بعد الزواج لذلك يكون الأشخاص في هذه العلاقة اللاأخلاقية أكثر عُرضة للطلاق بعد الزواج ضعف الأشخاص الآخرين (الذين لم يكن بينهم تجاوزات جسدية فترة الخطوبة).
نصائح لتجنب التجاوزات بين المخطوبين
تكرار الملامسات والتجاوزات الجسدية بين المخطوبين يؤدي في الغالب إلى الاعتياد عليها ويجد الطرفين صعوبة كبيرة في التوقف عنها الأمر الذي ينجم عنه المفاسد والخسائر السابق ذكرها، لذلك نقدم عدة نصائح لتجنب مثل هذه التجاوزات قدر الإمكان فيما يلي:
-
تجنب الجلوس سويًا إلا في وجود أحد أفراد الأسرة مثل والد الفتاة أو أخيها أو أي من محارمها.
-
غض البصر وعدم النظر إلىمفاتن جسد المخطوبة، لأنها لا تزال أجنبية عن الخاطب وفي ذلك إثارة للشهوة وفتح باب الفتنة.
-
حرص الفتاة على ارتداء ملابس مناسبة فضفاضة وساترة لجسدها عند زيارة خطيبها لها.
-
التحدث في الهاتف عند الضرورة فقط وتجنب الأحاديث في الأمور العاطفية والرومانسية التي يمكن أن تفتح باب للفتنة وقد تكون البداية لحدوث تجاوزات في الكلام والتصرفات (الملامسات الجسدية) فيما بعد.
-
يجب على الفتاة أن تحرص على الالتزام بالضوابط الواجبة عند التواصل مع خطيبها، فلا تخضع بالقول عند التحدث معه ولا ترقق صوتها بحيث يشتهيها الرجل وربما يزيد الأمر عن هذا الحد.
-
صنع بدائل أخرى لها قيمة في حياتك تشغل بها نفسك وتُخرج فيها طاقتك وتستثمر بها وقتك، مثل ممارسة الرياضة البدنية، المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية، وغيرها من البدائل الأخرى المفيدة التي تخفف من ثقل إلحاح طلب التجاوزات الجسدية مع الجنس الآخر.
-
التفكير دائمًا في النتائج السلبية المترتبة على مثل هذه التجاوزات، التي سبق توضيحها بشيء من التفصيل في الأعلى، الأهم من ذلك أنها سبب لغضب الله سبحانه وتعالى على العبد، لذلك لا يمكنه الفلاح في الدنيا والآخرة.
-
يجب على الفتاة أن تضع أهلها دائمًا نصب أعينها، لأنها لا تؤذي نفسها فقط بهذه التصرفات اللاأخلاقية بل سمعة عائلتها كلها.
-
الدعاء والإلحاح في طلب العون من الله سبحانه وتعالى للإقلاع عن هذه التصرفات المحرمة.