تخطى إلى المحتوى

الصراعات الداخلية تهدد بانهيار اميركا

على الرغم من ان الحديث عن انفصال ولايات اميركية عن الوطن الام قد تكرر عدة مرات خلال السنوات الماضية، الا ان الحديث عن انفصال ولاية تكساس واستقلالها جاء في وقت عصيب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا الامر الذي دق ناقوس الخطر لتفكك هذه القوة العظمى.
عندما جاء الرئيس جو بايدن الى سده الحكم قال ان احد اهدافه اعادة الوحدة الى الاميركيين في اشارة الى الانقسام في البلاد 
ولا يخفى على احد ان الولايات المتحدة الاميركية تعيش اليوم حالة من الانقسام والتشظّي السياسي والحزبي والاقتصادي والاجتماعي ، وهي اخطر مرحلة تمر على البلاد منذ نهايات الحرب الأهلية الأمريكية 1866 التي قتل فيها  نحو 700 ألف مواطن أمريكي، عندما حاولت الولايات الجنوبية عقب انتخاب الرئيس إبراهام لينكولن للسيطرة على حدودها بعيدا عن الحكومة الفيدرالية 
المحللون يؤكدون ان ما كان قبل نحو 158 عاما يعود اليوم لكن بقوة وصلابة اكثر واكبر واحصو جملة من الاحداث قد تعصف بالولايات المتحدة الاميركية ويفككها، ومن تلك الشواهد 
إعلان ولاية كولورادو، رفضها السماح للرئيس السابق دونالد ترامب باجراء الانتخابات الرئاسية على اراضيها، فيما سارع وزير خارجية ولاية كولورادو، الجمهوري جينا جريسوولد، بالتهديد بمنع مشاركة الرئيس جو بايدن في الانتخابات ايضا، بات الامر اسير الحزبية وليس الوطنية والمصلحة العامة في الكثير من الاحداث .
يقول تقرير نشرته صحيفة الخليج الامارتية ان بعض الولايات تبث دعايتها ودعواتها للاستقلال علانية، في ولايات الساحل الغربي، بخاصة ولاية كاليفورنيا والتي بدورهات تحتضن عدد من الحركات السياسية تطالب بالانفصال، في ظل غياب ما وصفته «السمو السياسي» لدى نخب البلاد ، كذلك غياب التوافق او اي مساحات مشتركية بين الجمهوريين والديمقراطيين 
الى جانب ذلك يقول التقرير ان هناك “تراجع القيم الفيدرالية” بمعنى غياب الوحدة التي جمعت الأمريكيين،  فاصبحو يفتقدون الروح التي سادت في عهد الآباء السبعة المؤسسينوانتشرت الأفكار القومية في الولايات، كما حدث في ولاية تكساس مؤخرا التي منعت عملاء مصلحة الحدود الفيدرالية من الوصول إلى الحدود المكسيكية، وسط خلافات بشأن الهجرة وهي حادثة لم تتكرر منذ نحو 150 عاماً
ثمة مشاعر انفصالية تتأجج حاليا منذ انتخابات 2016 والتي فاز فيها ترامب، وسعت ولايات للاستقلال عن واشنطن، وهو ما يهدد وحدة الدولة الاقوى في العالم والتي تضم ميليشيات، نظمها، وأوجدها القانون قبل الاستقلال،  شرعية لحماية الولاية لكن بين ايديها سلاح فتاك تديره عقول متطرفة بالاضافة الى السلاح الشخصي حيث توجد 120 بندقية لكل 100 مواطن أمريكي، وهذا أكبر معدل لامتلاك السلاح الشخصي في العالم
اذا هناك فوضى ونار تحت الرماد، في اميركا تهدد وحدتها، وقد انفجرت مرة واحدة فاحدثت صدى واسع، قد يتطور، ليس بعيدا تفكك الولايات المتحدة الاميركية، فالاتحاد السوفيتي الذي كان ضعف قوتها ومساحتها تفكك وانهار الى دويلات، الا ان الانهيار الشيوعي، حل محلة القطب المنافس وهو الولايات المتحدة التي مازالت تسيطر على قرار العالم، وان كانت سيطرتها ظالمة وتقوم على مصالحها، لكنها على الاقل تضبط الايقاع، وانهيارها وتفككها واضعافها قد يقود الكون الى المجهول، الامر الذي يلح على ضرورة ان تقر الولايات المتحدة بضعفها ووجود ارضية صلبة لتفككها، قوامة الصراع والمجتمع الهش المختلف والمتنافش بالحراب بالتالي ، وامام عجزها عن حسم صراع العصابات والاحزاب المتنافسة والشركات التي تدوس على القيم والاخلاق من اجل كسب المال فقط فقد بات من الضروري وقف المكابرة وافساح المجال لمن هم اقوى من الولايات المتحدة في العالم للصعود الى مصاف الاقطاب المتعددة
 

اقرأ:  صدام حسين حي! مقابلة جديدة مع الرئيس السابق تصدم العالم

اترك تعليقاً