أقيمت بمقر دار في وسط البلد، مناقشة حول كتاب “مصطفى النحاس زعيم الطبقة الوسطى”، بحضور مؤلف الكتاب دكتور علاء الحديدي، الأستاذة منى أنيس محررة الكتاب، ودكتور محمد أبو الغار، وأدار الندوة الدكتور عماد أبو غازي.
وقالت الدكتورة منى أنيس محررة الكتاب في كلمتها أنها وقعت في غرام التاريخ منذ دراستها في إنجلترا ووقتها ذهبت للارشيف البريطاني واطلعت على نصوص تتحدث حول مصر واستقلالها مما جعلها تغوص في أبحار علم التاريخ.
وعن تعاونها مع الدكتور علاء الحديدي في كتاب “مصطفى النحاس زعيم الطبقة الوسطى” قالت منى أنيس أنها سعيدة بهذا التعاون خاصة أن الحديدي كان من أواخر من أطلع على ارشيف عابدين، لذلك هذا الكتاب يعد مرجع أساسي وهام لكل دارسي التاريخ الحديث.
وتطرقت منى أنيس في حديثها عن الكتاب واضعة مقارنة بين كل من سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبد الناصر وبيرون رئيس الأرجنتين، واكدت أن أنيس أن هؤلاء الأربع شخصيات تجمعهم فكرة الزعامة والتفاف الشعب من حولهم بصرف النظر عن رأي المثقفين.
وأنهت أنيس كلمتها بأن مصطفى النحاس كان يشبه الشعب المصري واستطاع مخاطبة عواطف وفكرة وأحاط نفسه به.
أما الدكتور محمد أبو الغار فعبر في بداية كلمته عن إعجابه بالكتاب والدراسة المقدمة به، وشرحه بالتفاصيل كمية الضغط التي وقعت على النحاس من الملك فؤاد وفاروق والإنجليز وأيضاً الأحزاب والأقليات وأنه رغم ذلك استطاع أن ويكون مؤثراً.
وأضاف أبو الغار أن مصطفى النحاس، كان في مقدمة الطبقة الوسطى وهذا كان شئ جديداً في هذا العهد أن يتولى الوزارة شخص من الشعب وليس “باشا”.
وأبدى ابو الغار إعجابه من الشرح المفصل داخل الكتاب حول ما حدث في ٤ فبراير وتبرأة النحاس من كل ما وجه إليه من إتهامات، بالإضافة إلي تناول العمل وإلقاء الضوء على انتخابات عام ١٩٥٠ والتغيير الذي وقع على حزب الوفد بعدها.
وعن مصطفى النحاس قال أبو الغار خلال المناقشة أنه رجل ديموقراطي ومؤسس حقيقي للديموقراطية، وهو الزعيم الوحيد في القرنين العشرين والواحد العشرين، وأنه كان أكثر ديموقراطية من سعد زغلول.
أنهى أبو الغار حديثه موضحاً أن مصطفى النحاس كان رئيساً مدنياً علمانياً بشكل حقيقي وكان يؤدي فصل الدين عن الدولة بوضوح وكان يفهم أهمية ذلك رغم أنه كان مسلم متدين.
وأخيراً عبر الدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس عن سعادته بصدور الكتاب، مؤكداً أنه كتب بموضوعية شديدة ولغة مؤرخ محترف ويتميز بدقة رائعة، لكن الملاحظة الوحيدة هي على العنوان فمصطفى النحاس ليس زعيم الطبقة الوسطى فقط لأن هذا يعطي انطباع أن جهده قاصر على الطبقة الوسطى وهذا غير صحيح فهو زعيم الأمة بأكملها.
وتطرق الشلق على أهمية وإنجازات معاهدة 1936 التي تمت من قبل مصطفى النحاس، مشيراً أن أهمها هو إتاحة لمصر تكوين جيش وطني ليحل محل الجيش الإنجليزي في قاعدة القناة، لذلك أتيح لأبناء الطبقة الوسطي الإلتحاق بالجيش وكان من بينهم جمال عبدالناصر.
وأبدى الشلق اعتراضه على رأي الدكتور علاء الحديدي بأن حزب الوفد هو وريث حزب الأمة، مشيراً أن وريث حزب الأمة هم “الدستوريين الأحرار”
وعن الحياة السياسية في عصر مصطفى النحاس قال الشق أن مصر كانت تعيش حياة ثرية في هذا الوقت والذي أطلق عليه “الفترة الليبرالية” حيث كانت الحياة السياسية نشطة بالفعل، وكان يوجد وصراع سياسي كبير، وتسليط كتاب “مصطفى النحاس زعيم الطبقة الوسطى” لهذه الفترة انصف النحاس تاريخياً وبشكل عادل.
جدير بالذكر أنه شهدت المناقشة عددا كبيرا من الحضور، وكان في استقبالهم المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة ، والاستاذة أميرة أبو المجد العضو المنتدب لدار .
ومن أبرز الحضور منير فخري عبد النور وزير السياحة والصناعة الأسبق، ودكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد السابق، وأستاذ التاريخ بجامعة عين شمس أحمد زكريا الشلق، ورئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق أسامة سرايا، ودكتور عاطف معتمد أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة القاهرة، والمستشار جمال أبو الحسن، والمترجم مصطفى عبيد، ودكتور إبراهيم عوض، ودكتور مصطفى كامل السيد، والكاتب الصحفي طلعت إسماعيل مدير تحرير ، ونانسي حبيب مسئول النشر بدار ، وعمرو عز الدين مسئول التسويق.