يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم من أكثر العلامات وضوحًا على الإصابة بالعدوى، ورغم أن السخونة المتكررة لا تعني دائمًا وجود مشكلة خطيرة إلا أنها تشير إلى ضرورة زيارة الطبيب، يستعرض أسباب السخونة المتكررة للكبار والأعراض التي يمكن أن تصاحبها والحالات التي تستدعي زيارة الطبيب.
أسباب ارتفاع الحرارة عند الكبار
تختلف أسباب الحمى المتكررة من حالة لأخرى، تتمثل الأسباب الشائعة في:
- الالتهابات غير المعالجة
إذا كان الشخص أصيب بعدوى من قبل استمرت لفترة معينة، فمن الممكن أن يكون السبب وراء السخونة هو العدوى التي لم يتم علاجها، لأن درجة حرارة الجسم ترتفع عندما يقاوم الخلايا غير المرغوب فيها الناتجة عن الالتهاب أو العدوى. يجب على المرضى الذين يعانون من أعراض العدوى مراجعة الطبيب على الفور، فقد تكون هناك حاجة إلى تناول مضادات حيوية أو علاجات أخرى لخفض درجة الحرارة.
- متلازمة الحمى الدورية
تتسبب هذه الحالة في إصابة الشخص بالسخونة دون سبب واضح، عادة تحدث بسبب الطفرات الجينية (عيوب وراثية)، ولا بد من استشارة الطبيب عن هذه الحالة إذا كان المريض يعاني من حمى متكررة بدون سبب معروف.
ملحوظة: متلازمة الحمى الدورية عبارة عن مجموعة من الأمراض، تشمل هذه المتلازمات عدة أنواع، مثل: حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، الحمى الدورية، التهاب الفم القلاعي، التهاب البلعوم، متلازمة التهاب الغدد.
فيبروميالجيا هى حالة مزمنة تؤدي إلى الشعور بالألم في جميع أنحاء الجسم، يمكن أن يؤثر أيضًا على كيفية استجابة الشخص لدرجات الحرارة المختلفة، لذلك قد يشعر المرضى بدرجات حرارة عالية. تتمثل أعراض هذه الحالة، في: الألم أو الوجع، الحساسية الشديدة للألم أو اللمسة الخفيفة، تصلب العضلات، الإعياء، أما العلاج يشمل أدوية وتغييرات في أسلوب الحياة.
- التصلب المتعدد
يؤدي إلى ظهور أعراض بشكل مفاجىء تستمر لبضع ثوان أو دقائق فقط ويمكن أن يتكرر حدوثها على مدار اليوم، من بين هذه الأعراض التغييرات في درجة الحرارة والشعور بالسخونة بشكل غير عادي، يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى: الإحساس بالحرق على جانب واحد من الوجه، الحكة أو الشعور بالوخز على الجلد، تشنجات، مشاكل في الرؤية.
يمكن أن يشعر المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول أو الثاني بآثار الحرارة أكثر، لأن مرض السكر يمكن أن يُتلف الأوعية الدموية والأعصاب التي تؤثر على الغدد العرقية، يعني ذلك أن الجسم لا يستطيع أن يبرد نفسه بفعالية كالمعتاد.
- فرط نشاط الغدة الدرقية
يمكن أن يشعر الأشخاص المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية بالسخونة باستمرار، لأنه يؤدي إلى إفراز الكثير من هرمون الغدة الدرقية وبالتالي يمكن أن يؤثر على كيفية تنظيم الجسم لدرجة الحرارة، وقد يتعرق المرضى أكثر من المعتاد.
يمكن أن تحدث السخونة المتكررة عند الكبار بسبب أمراض مزمنة مثل الذئبة والتهاب المفاصل، ويمكن أن تؤدي التغيرات في أنماط النوم أو الإجهاد أيضًا في حدوث تغيرات في درجة حرارة الجسم.
أسباب ارتفاع الحرارة عند النساء
تعاني النساء في أحيان كثيرة من ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل متكرر، يرجع ذلك إلى عدة أسباب تتمثل في:
- الدورة الشهرية
التقلبات الكبيرة في مستويات الهرمونات التي تحدث خلال الدورة الشهرية تؤدي إلى الشعور بالسخونة، حيث ينخفض هرمون البروجسترون وينخفض هرمون الاستروجين بسرعة ثم يبدأ في الارتفاع مرة أخرى، ما قد يؤدي إلى حدوث خلل في منطقة تحت المهاد (hypothalamus)، لذلك يُسجل جهاز تنظيم الحرارة في الدماغ ارتفاعًا خاطئًا في درجة حرارة الجسم، ما يؤدي إلى التعرق والشعور بالحرارة.
بمجرد حدوث الإباضة ترتفع درجة حرارة الجسم، حتى لو بشكل طفيف لكن بدرجة كافية تُمكن من الشعور بها في الوقت نفسه.
- فترة ما قبل انقطاع الطمث
فترة ما قبل انقطاع الطمث هى الفترة التي ينتقل فيها الجسم إلى سن اليأس (من منتصف إلى أواخر الأربعينيات من العمر)، خلال هذه الفترة قد تعاني المرأة من الهبات الساخنة التي يمكن أن تتسبب في الشعور بالحرارة في الجزء العلوي من الجسم، ما قد يؤدي أيضًا إلى ظهور بقع حمراء على الجلد.
يمكن أن تستمر فترة انقطاع الطمث 4 سنوات في المتوسط، تشمل أعراضها الأخرى: عدم انتظام الدورة الشهرية، استمرار الحيض لفترة أطول أو أقصر من المعتاد، الدورة الشهرية أثقل أو أخف من المعتاد.
- انقطاع الطمث (سن اليأس)
انقطاع الطمث هو تغيير في الهرمونات يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية وبالتالي لا يمكن حدوث حمل بعد ذلك. تصل معظم النساء إلى سن اليأس بين 45 إلى 58 سنة، ويشعر البعض بالحرارة أكثر من المعتاد بسبب الهبات الساخنة.
من الممكن أن يساعد شرب الماء البارد أو خلع طبقات من الملابس أو استخدام المروحة أو ضغط بارد في تقليل شدة الهبات الساخنة.
أسباب حرارة الجسم بدون مرض للكبار
تؤثر الحرارة في الغالب على الأشخاص في سن 65 عام وأكثر، حيث تصبح قدرة الجسم على التكيف مع التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة أقل فاعلية مع تقدم العمر، بالإضافة إلى أن كبار السن ربما يعانوا من حالة طبية تؤثر على كيفية استجابة الجسم للحرارة أو يتناولون أدوية تؤثر على كيفية تنظيم الجسم لدرجة الحرارة أو التعرق.
يمكن أن يساعد البقاء في أماكن مظللة وباردة وتناول الكثير من الماء وارتداء ملابس فضفاضة على بقاء الجسم باردًا في الحرارة.
- الآثار الجانبية للدواء
يمكن أن تسبب بعض الأدوية السخونة المتكررة، يكون التعرق المفرط بمثابة أثر جانبي لها، منها على سبيل المثال: بعض مسكنات الألم، المضادات الحيوية المضادة للفيروسات، أدوية الضغط، العلاج الكيميائي، علاجات الجلد الموضعية والفم، العلاج الهرموني، أدوية الجهاز الهضمي وغيرهم.
إذا كانت هناك آثار جانبية شديدة لأي دواء يتم تناوله، لا بد من مناقشة الخيارات الأخرى مع الطبيب لتقليل الجرعة أو وصف بديل.
- الضغط النفسي أو القلق
يؤدي الشعور بالتوتر أو القلق إلى استجابات مادية معينة في الجسم، لأن الجسم أصبح أكثر حساسية للتحديات أو الأخطار المحتملة، وبالتالي يمكن أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من القلق بسخونة أكثر من المعتاد، بالإضافة إلى أعراض أخرى، مثل: زيادة النبض، جفاف الفم، الارتجاف، صعوبة النوم.
- انقطاع التعرق (Anhidrosis)
عبارة عن حالة تؤدي إلى عدم إفراز العرق سواء في معظم أجزاء الجسم أو في مناطق صغيرة فقط، وبالتالي يشعر المصابون بها بالسخونة المتكررة لأن التعرق ضروري لتبريد الجسم ويمنع ارتفاع درجة الحرارة. يختلف علاج هذه الحالة حسب سببها الرئيسي، إذا كانت تؤثر فقط على جزء صغير من الجسم فقد لا تكون هناك حاجة إلى العلاج.
يمكن أيضًا أن ترتفع درجة حرارة الجسم في أوقات مختلفة من اليوم أو بعد ممارسة الرياضة، لكن عادة تكون أعلى ببضع درجات فقط من درجة حرارة الجسم العادية وتتراجع بعد فترة قصيرة من الزمن.
أعراض السخونة عند الكبار
تتشابه أعراض السخونة المتكررة مع أعراض السخونة العادية، حيث تشمل ما يلي:
-
وجود درجة حرارة أعلى من 100.4 درجة فهرنهايت (37 درجة مئوية)
-
قشعريرة في الجسم وسخونة في الجلد
-
الشعور بالتعب أو الإجهاد
متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطير عند الكبار
لا بد من زيادة الطبيب على الفور إذا كانت درجة حرارة الجسم أعلى من 39.4 درجة مئوية (103 درجة فهرنهايت) أو أعلى، من الضروري الحصول على مساعدة طبية إذا كان المريض مصاب بأي نوع من الحمى لأكثر من ثلاثة أيام.
بشكل عام، يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم للكبار خطيرًا إذا كان مصحوبًا بأحد الأعراض التالية:
-
الصداع الشديد
-
الدوخة
-
حساسية تجاه الضوء الساطع
-
تشنجات العضلات
-
النوبات
-
الارتباك
-
ألم في المعدة
-
آلام أو تصلب الرقبة
-
القيء المتكرر
-
الطفح الجلدي
-
الجفاف
-
صعوبة في التنفس
-
ألم عند التبول
-
بول له رائحة سيئة
-
البول الداكن
-
قلة التبول